فتحت قوات عراقية طرقاً لخروج مئات المدنيين لتمكنهم من الفرار من المدينة القديمة في الموصل أمس، فيما تقاتل لاستعادة الحي التاريخي من يد إرهابيي تنظيم «داعش»، وتمكنت هذه القوات من محاصرة عناصر التنظيم من ثلاثة محاور، وحذرت الأمم المتحدة من أن المئات من المدنيين سقطوا ما بين قتيل وجريح في القتال وسط الموصل. واستهدفت القوات العراقية في هجومها شارعين متقاطعين في قلب المدينة القديمة بهدف عزل المتشددين في أربعة جيوب. وذكر مصدر قريب من جبهة القتال الأمامية أن طائرات هليكوبتر تقدم الدعم للهجوم البري بقصف تحصينات المتشددين في المدينة القديمة. وخرجت أسر بأعداد قليلة ولكن متواصلة أمس يحمل بعضهم أطفالا مصابين أو يعانون من سوء التغذية. وقالت إحدى الأمهات «طفلي لم يتناول إلا الخبز والماء على مدى الأيام الثمانية الماضية». ووصل 100 مدني على الأقل إلى منطقة آمنة تسيطر عليها القوات الحكومية غربي المدينة القديمة خلال 20 دقيقة وهم متعبون وخائفون وجائعون. ووزع عليهم الجنود الماء والطعام. ولا يزال أكثر من 100 ألف مدني يعتقد أن نصفهم من الأطفال محاصرين في بيوت عتيقة في المدينة القديمة في ظل نقص في إمدادات الغذاء والماء والرعاية الطبية. وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان، إن «قيادة قوات الشرطة الاتحادية تستمر بخوض معارك في المحور الجنوبي والتقدم نحو أهدافها المرسومة في المدينة القديمة وهي آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة العناصر الإرهابية»، مبينة ان «هذه المدينة ما زالت محاصرة من قبل القطعات الأمنية والتقدم عليها بثلاثة محاور». وأضافت الخلية أن «تلك القوات حققت تقدماً في عمق المدينة القديمة وتلاحق العناصر الإرهابية حيث توالت الضربات الموجعة لمعاقلهم ما أدى إلى انهيار صفوف العدو وتكبيده خسائر كثيرة بالأشخاص والأسلحة والمعدات»، مشيرة إلى أن «القطعات كانت مسنودة من قبل الفرقة الآلية وطيران الجيش والطائرات المسيرة والمدفعية». وبالمقابل، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم شرطي ليل الجمعة بعدما هاجم انتحاريون منطقة تجارية في شرق الموصل الذي استعادته القوات العراقية قبل أشهر، بحسب ما ذكرت مصادر طبية وأمنية. من جهة أخرى، قال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه إن«قوة عسكرية مشتركة من الجيش الأمريكي وأبناء العشائر انطلقت من قاعدة عين الأسد الواقعة في منطقة البغدادي، والتي تعد من أكبر القواعد العسكرية في الأنبار والتي يتحصن بها التحالف الدولي ومستشاروه باتجاه صحراء الرطبة بهدف الاستطلاع والتنسيق مع قوات العشائر حول إعادة افتتاح وحماية الخط الدولي السريع الذي يصل إلى منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن من هجمات «داعش»، فضلاً عن إمكانية انطلاق عملية عسكرية لتحرير مناطق غرب المحافظة، والتي ستكون بدعم وتخطيط أمريكي».
مشاركة :