جريمة يندى لها الجبين

  • 6/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ها هو صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكعادته في كل مواقفه التي تعبر عن عروبة صادقة وحمية تجاه الدين الإسلامي، ينتفض في قصيدة جديدة بعنوان «إجرام» ضد استهداف الحرم المكي الشريف، وهو يذكّر فيها بمكانة هذا البيت وتاريخه، كما يؤكد حجم الجريمة التي تستهدف هذا المكان المقدس، لا سيما في شهر رمضان المبارك، فهذا البيت هو رمز ديني خالد على مر التاريخ، فهو من جهة يبرز عظمة المكان حيث مكة المكرمة التي شهدت الوقائع الكبرى لانتشار الإسلام ورسالته، من خلال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وثانياً هي مكان سلام وتسامح، ومواصلة الهداية والإرشاد وممارسة العبادة التي تمثل بالنسبة للمسلمين ركناً مهماً، وهي فريضة الحج.يبدأ صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد قصيدته بالقول:كانوا العرَبْ في الجاهليِّهْ والإسلامْ                                   يحمونْ بيتْ اللهْ وناسٍ تزورَهْوكانوا علىَ شركْ وعبادهْ للأصنامْ                                   ياغيرْ حبْ البيتْ وأمنهْ ضرورَهْيحمونْ حجَّاجهْ ويغدونْ خدَّامْ                                   ويعظِّمونِهْ وآمناتٍ طيورَهْفي هذه القصيدة يذكّر سموّه بحقيقة تاريخية تدلل على عظمة البيت الحرام الذي يحتضن الكعبة المشرفة، حتى ما قبل الإسلام ومنذ الجاهلية، وفي ذلك تأكيد عمق ما اقترفته هذه الشرذمة، وهي مقارنة مقصودة من سموّه، تدل على أن الجاهلية بكل ما فيها جحود وقسوة، كانت أرحم على البيت الحرام وأكثر حنواً وعطفاً من هؤلاء المجرمين الذين تندى لأفعالهم السماء.في ذات الإطار، فإن قصيدة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، تفسر شناعة ما اقترفه هؤلاء الذين بفعلتهم لا يقلون شأناً عن أي مجرم زنيم، هؤلاء هم جماعة موهومون، تتلبسهم شريعة الوهم، يتبعون إبليس ولا يراعون حرمة أو ذمة، يروعون العباد المعتمرين والمصلين بكل تحجر وبلا ورع أو خوف.كان البيت الحرام على مر التاريخ مكاناً للإنسانية جمعاء، ولم يكن موطئ خصومة، وفي قصيدة سموّه تأكيد مسألة غاية في الأهمية، وهي أن ما يشهده الإسلام العظيم في هذه الأيام، باستهداف هذا الرمز الذي يجسده مكاناً للعبادة، هو بالضرورة أمر مكشوف، ومفضوح، فللبيت رب يحميه.وفي القصيدة تطمين من سموّه إلى أن هذه الفعلة التي تشبه مثيلاتها في التاريخ، كما أخبرنا القرآن الكريم، في سورة الحج، غالباً ما كانت ترتد على أصحابها، فهذا المكان هو أول بيت وضعه الله للناس كافة.في ختام القصيدة، يؤكد سموّه دور الوعي المنشود في كشف هذه الجريمة ومثيلاتها، فهناك كلام صريح موجه للمثقفين والإعلاميين، وكل أصحاب الخبرة والاختصاص في أن ينبري كل منهم، لتبيان بشاعة ما يقوم به هؤلاء المندسون الذين لا يمثلون الإسلام في شيء، بل هم يمارسون فعلتهم بكل دونية، وهم مثال بشع للتطرف والإرهاب والعنف، الذي تدحضه كل الشرائع والأديان.المحرر الثقافي

مشاركة :