من لندن للرياض عاد عيدك يا وطن

  • 6/25/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وكان يأكل طعاما قبل أن يخرج لصلاة العيد في عيد رمضان، ولا يأكل إلا بعد الصلاة في عيد الأضحى، ثم يلبس أجمل ما عنده ويذهب إلى المصلى من طريق ويعود من طريق آخر ليلتقي بأكبر عدد من الناس، وكان يأمر جميع أهل المدينة بالخروج، نساء ورجالا وأطفالا، بل حتى النساء الحائرات في أن لا صلاة عليهن لظرف أنثوي كان أيضا يأمرهن بالخروج، فالخروج لمصلى العيد ليس للصلاة فقط، بل للاحتفال، وكان يسمح بل يشجع على الاحتفال بالشوارع ويرفع زوجه الصغيرة لتنظر للأحباش وهم يؤدون حركاتهم الاحتفالية بالعيد، وفي مكان آخر تنشد الجواري ويضربن بالدف ويمر بهن ولا يصمتن، إنهن على كل حال يوقن أن قائد المدينة لا يكره الابتسام، بل في أحلك الظروف، وأشدها كان يأمر بالفرح، فأهم أعياده جاء بعد بدر الكبرى بأسبوعين، وكان هناك عشرات الشهداء من أصحابه، وكانت قريش تجهز للثأر منه، لكنه قرر أن يفرح هو وأهل المدينة بالعيد. أعرف أنكم تعرفون أن ما فوق يصف يوم العيد في حياة مجتمع الفضيلة الحقيقي مجتمعه صلى الله عليه وسلم، والذي لا تصل أفراده رسائل سلبية تقول لا تدري هل قبل عملك في رمضان أو لا، أو هل سوف تحضر رمضان العام القادم أو لا، أو تتطرف الرسالة أكثر وتقول كيف تفرحوا وجنودنا في الميدان؟ دعاة التعاسة والحزن الذين يتكسبون بقلقنا وألمنا وخوفنا حان الوقت لإصماتهم، فالغايات لا تبرر الوسائل، والجنة لا يعبر إليها بالدموع، بل بالفرح الذي أباحه الله لنا وأهداه في هذه الأيام المباركة بعد تعب الصوم والتهجد والصلوات. والناس في السعودية في هذا العيد يستحقون أكثر من فرح، يكفي ما فعله رجال أمنهم في مكة عندما خنقوا الإرهاب في مكانه قبل أن يصل إلى حرم الله -عز وجل- ويجعل الحزن في هذا العيد مبررا. إن هذا الشعب الجميل ووطنه يستحقون العيد بعد كل هذا الثبات ومحاربة الإرهاب ورد كيده. هذا الوطن يستحق العيد ويستحق أن يعاد عليه أعواما كثيرة وهو يقف ممثلا للإسلام بشرعه وتعاليمه.

مشاركة :