خطة طوارىء لمفوضية اللاجئين في عمان لاستقبال النازحين العراقيين فرض الأردن تدابير أمنية استثنائية مشددة على حدوده مع سوريا والعراق فيما دمرت القوات الأردنية 4 آليات تسللت من الأراضي السورية بعد أن تغولت داخل الحدود الأردنية وهددت القوات المسلحة باستخدام الحزم والقوة بشتى الوسائل للحفاظ على أمن وسلامة حدود المملكة ومواطنيها. وفي الأثناء أعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في عمان عن خطة طوارىء احترازية لاستقبال اللاجئين من العراق. ودعت شخصيات اردنية حكومة بلادها الى أخذ أقصى الاحتياطات الامنية على الحدود لمواجهة أي اعتداءات او محاولات لخرق الحدود من قبل جماعات داعش وغيرها من الجماعات الاسلامية. واعتبر النواب أمجد المسلماني، ووصفي الزيود، ومحمد الردايدة، وقصي الدميسي سيطرة «داعش» على مناطق واسعة من سوريا والعراق هو الخطر الحقيقي على المنطقة العربية لافتين الى أن اقتراب التنظيمات الاسلامية المسلحة من الحدود الاردنية بات الخطر الأكبر لأن هدفهم التمدد باتجاه الأردن. وأجمعت هذه الشخصيات على أن ما يجري في العراق هو تسليح ودعم غير مباشر لداعش من مسؤولين معينين، مشيرين إلى أنه استولى على قواعد تحوي أسلحة وطائرات ومدرعات وأن الجيش العراقي انسحب بدون مقاومة، كما استولى على ما يزيد عن 400 مليون دولار من بنوك الموصل. وحذروا من أن هذا التنظيم الإرهابي قد يتجه الآن الى الأردن، لتوزيع الصراع ونقله للدول العربية، متسائلين لمصلحة من تقوية تنظيم إرهابي وإعطائه مالاً وسلاحًا وهو موجود على حدود الأردن؟ مؤكدين أن هذه الجماعات لا تعمل إلا على نشر سمومها وفكرها الإرهابي داخل المجتمعات. عسكريًا استبعد أحد الخبراء تمدد داعش باتجاه الاردن بسبب التطورات الأمنية المتسارعة في العراق لكنهم اعتبروا أن وجود داعش بالقرب من الحدود الاردنية تحديًا حقيقيًا للجيش الأردني. ويصف الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء المتقاعد أحمد مصاروة، ما يتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» ورسمه لخريطة تصور الدولة التي يسعى لإقامتها، والتي تشمل أجزاء من الأردن بـ»الوهم» في ظل وجود القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية التي تحمي الحدود الأردنية وتراقبها بشكل مستمر من أجل تأمينها وحمايتها. وقال مصاروة: إنه في حال فكرت «داعش» في اجتياز الحدود العراقية الأردنية فإن الصحراء الأردنية الشرقية ستكون مقبرة للغزاة إذ إن القوات المسلحة الأردنية قادرة على التعامل وحماية حدودها بكل قوة بوجه كل من يفكر في اختراق حدود المملكة، وبين أن الجيش الأردني مدرب تدريبًا محترفًا، سواء في مواجهة جيوش نظامية أو قوات غير نظامية في ظل تمتعه بعقيدة وطنية وانتماء للأردن وشعبه. وبين مصاروة أن «داعش» في حال تمكنت من السيطرة الفعلية على أراض في سورية والعراق في المنظور القريب فإنها ستفكر جديًا وطويلاً قبل أي تحرك من قبلها باتجاه الحدود الأردنية، لأنها تعرف طبيعة وعقيدة الجيش الأردني ومدى ومستوى الاحتراف والتسليح الذي يتمتع به وقدرته على التعامل مع أي عدو. وأشار إلى أن الجيش الأردني «مدرب على سرعة القتال والحركة، بحيث أصبح قادرًا على احتواء أي اعتداء في أسرع وقت ممكن». وبحسب مصاروة فإن المقاتلين في العراق تشكل قوات «داعش» منهم نسبة 60 %، في حين أن البقية هم ضباط عراقيون سابقون مهمشون تم إقصاؤهم من الحكم بعد سقوط بغداد العام 2003 وحل الجيش العراقي آنذاك، وقال: إن إمكانية التنبؤ بسيناريوهات العمل العسكري الخارجي لـ»داعش» في اللحظة الراهنة والأمد القريب تبدو مسألة غير واضحة المعالم، معللا ذلك بتبدل المعطيات وتحركها على الساحة العراقية. وقال: إن ثمة مشهدًا عراقيًا قادمًا، يتوقع له أن يكون مختلفًا تمامًا عن الصورة التي ظهرت بها البلاد على مدار العقود الماضية، مضيفًا: «هذا المشهد نثر معطياته في الواقع الجيواستراتيجي العراقي ورسخه عبر عمر الأزمة، وتفاعل ديناميتها». وبين أن الجيش العربي الأردني يعتبر من أكثر جيوش المنطقة كفاءة ومهنية، وينظر إليه على أنه مدرب تدريبًا جيدًا ومتقدمًا، وهو قادر على التعامل بشكل جيد مع أي مجموعة من التهديدات المحتملة للحدود في ظل استراتيجية دفاعية للحفاظ على أمن وحماية أراضيه من أي تهديد خارجي، برًا وبحرًا وجوًا مهما كان متفوقًا عليه نوعيًا أو كميًا. وأشار إلى أن الظروف الدولية والإقليمية السائدة تتطلب من الأردن الحكمة والنظرة الشمولية في اتخاذ أي قرار وبلورة الخطط التي تتسم بالمرونة وبعد النظر والقدرة على التكيف السريع مع المتغيرات والأحداث بما يضمن المحافظة على أمن الأردن. وبين أن «داعش» لا تملك الكفاءة والإمكانات القتالية والتسليح في حال قررت التوجه إلى الحدود الأردنية، ومواجهة قوات مسلحة أردنية تعد في مقدمة جيوش المنطقة وتضاهي معظم جيوش العالم كفاءة وتسليحًا وانضباطًا، وإدراكًا للدور والرسالة التي تحملها. الى ذلك أعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين عن خطة طوارئ احترازية في حال ارتفع العنف في العراق وأدى الى تدفق كبير للعراقيين. وقال ممثل المفوضية اندرو هاربر: إن الخطة قابلة للتعديل وفقًا للأوضاع الداخلية في العراق، مشيرًا أن المفوضية تراقب عن كثب ما يحدث داخل الاراضي العراقية. وأوضح أن المفوضية لا تتوقع تدفق لاجئين عراقيين لدول الجوار وإنما هناك نزوح داخل الأراضي العراقية مشيرًا الى جاهزية التحضيرات في حال حدث تدفق لاجئين. وبين ان المفوضية وأصدقاءها تعمل على جرد المخازن لمعرفة ما لديها من مساعدات ودراسة الاحتياجات تحسبًا لأي طارئ وإنه من الصعب حاليًا توقع ما سيحدث، وقال: إن المفوضية تتوقع ان تقوم بدورها من إيصال المساعدات للمتضررين داخل الأراضي العراقية لأنه يوجد عدد كبير من النازحين.
مشاركة :