ببساطة سيكون هدف النجم المصري محمد صلاح هو مواصلة التسلق نحو القمة كي يزرع علمه في أعلى نقطة بسماء الدوري الممتاز.العرب مراد البرهومي [نُشر في 2017/06/25، العدد: 10674، ص(23)] لقد فعلها الفرعون المصري محمد صلاح مرة أخرى، فعلها وحقق حلما جديدا من أحلامه التي لا تتوقف أبدا. لقد عاد إلى حيث كان، وحيث حلم بأن ينحت مسيرة رائعة تشبه روعة قصص الأدباء المصريين وأفلام صانعي السينما الخالدة في المحروسة. محمد صلاح، النجم السابق لنادي روما الإيطالي، لم يطل به المقام في الدوري الإيطالي ليعود إلى الدوري الإنكليزي الذي طالما حلم في صغره بأن ينشط فيه ويحقق التألق والنجاح. اليوم سيعود صلاح أقوى بكثير وبرصيد أكبر من الحنكة إلى الدوري الإنكليزي، وبعد تجربة سابقة مع تشيلسي زمن المدرب جوزيه مورينيو، وهي تجربة لم تعمّر طويلا ولم تعرف النجاح المطلوب، فتحت أمامه أبواب إنكلترا مرة أخرى من بوابة فريق ليفربول الذي دفع الغالي والنفيس من أجل الظفر بأحد الكنوز المصرية. سيبدأ الفرعون المصري رحلة التأكيد ورد الاعتبار وربما “الثأر” رياضيا مما حصل له في تجربته الإنكليزية السابقة مع تشيلسي. سيعمل على أن يقول إنه نجم رائع قادر على التألق والبروز في هذا الدوري. سيسعى إلى حصد نجاح كان يريد تحقيقه مع “البلوز” لكن الظروف لم تخدمه. ببساطة سيكون هدف النجم المصري محمد صلاح هو مواصلة التسلق نحو القمة كي يزرع علمه في أعلى نقطة بسماء الدوري الممتاز. ربما وقتها سيشعر بالرضاء ويرد بطريقته الخاصة على مورينيو مدربه السابق في فريق تشيلسي الذي آمن بقدراته، لكنه لم يمنحه الفرصة كاملة كي يحقق جزءا من أحلامه. وبما أن لكل قصة وحكاية فصولا للبداية، فإن قصة صلاح بدأت مذ كان لاعبا صبيا ونجما فتيا مع نادي المقاولون العرب في الدوري المصري الممتاز. لعب هذا النجم الواعد في التشكيل الأساسي لفريقه رغم أنه لم يتجاوز الثامنة عشر ربيعا، وبسرعة فائقة جلب اهتمام الكشافين ومتابعي المواهب، لينجح فريق بازل السويسري في أن يسبق الجميع ويضمن توقيع الفرعون الصغير. سعد هذا اللاعب الواعد القادم على مهل وفرح كثيرا بعد انتقاله إلى أوروبا من بوابة الدوري السويسري. كان يعرف ويعي جيدا أن هذه المرحلة الجديدة من مسيرته الرياضية ستفتح أمامه آفاقا أكثر رحابة وما عليه سوى النجاح حتى يصل إلى تحقيق ما يصبو إليه ويترجم أحلامه بالعب في الدوري الإنكليزي الممتاز على أرض الواقع. لم ينتظر صلاح كثيرا كي يثبت أقدامه مع فريقه السويسري، حيث تألق كأفضل ما يكون وقاد فريقه إلى تحقيق بطولات محلية ونجاحات خارجية واضحة خاصة في منافسات دوري الأبطال الأوروبية. هذا التألق اللافت كان من البديهي أن يكافأ عليه محمد صلاح بعرض جديد وتجربة أخرى أكثر إغراء وسحرا. تهافتت أندية عديدة عليه ورغبت بقوة في ضمه، لكن قوة النفوذ المالي لنادي تشيلسي الإنكليزي ورغبة مدربه مورينيو في ضم الجوهرة المصرية حسما الموقف وقرّبا محمد صلاح من قطع الخطوة الأخيرة لتحقيق حلمه باللعب في الدوري الإنكليزي الممتاز، ثم أصبح الحلم واقعا لا مفر منه. بيد أن هذا الواقع لم يكن بمثل جمال الحلم الذي عاشه وتعايش معه صلاح في صغره. لقد أدرك أن الوصول إلى محطة الدوري الإنكليزي الممتاز ليس سوى بداية لرحلة طويلة. رحلة قد تقودك نحو المجد إذا صابرت وثابرت وكافحت كثيرا. وقد تقود نحو الفشل المحتوم، إذا أرهبك سحر هذا الدوري وقوة المنافسات فيه. حاول صلاح تخطي كل الصعاب ونيل ثقة المدرب مورينيو غير أن هذا الأخير لم يمنحه الكثير من الوقت ولم يعطه الفرصة كي يتأقلم مع خصوصيات هذا الدوري. ببساطة لم يصبر مورينيو على صلاح في ظل وجود تخمة من النجوم واللاعبين الجاهزين، فكان المصير المحتوم الذي لم يأت في أحلام صلاح الصغير وهو الخروج سريعا من معترك الدوري الممتاز نحو وجهة أخرى بسبب اختيارات وخيارات فنية بحتة من المدرب “المتغطرس” مورينيو. حزم الفرعون المصري حقائبه وتوجه صوب إيطاليا ليخوض تجربة إعارة مع فيورنتينا امتدت لستة أشهر، ليعيش هذا اللاعب تجربة عانقت الروعة. فقد حقق نجاحا لافتا وتمكن من نيل إعجاب “أساتذة” الكرة في إيطاليا. لقد بات لمحمد صلاح اللاعب المصري والعربي غير المعروف سابقا مكان ضمن النجوم التي يشار إليها بالبنان في إيطاليا. سعى فريق العاصمة روما إلى ضم صلاح من نادي تشيلسي في صفقة انتقال نهائي فتحقق للفريق ما أراده، وبات محمد صلاح أحد نجوم الفريق وأكثرهم تأثيرا خاصة خلال الموسم الماضي الذي تمكن خلاله روما من الحصول على المركز الثاني بعد مستوى جيد ومقنع طيلة الموسم، وكان النجم المصري أحد صانعي هذا النجاح. نجاح جلب اهتمام ليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب الذي أدرك بحنكته وذكائه أن مشروع ليفربول الجديد ينقصه لاعب بمثل مواصفات صلاح، فسارع الفريق إلى تقديم عرض مالي مغر للغاية من أجل هذا اللاعب الذي فرح كثيرا مرة أخرى، لأنه سيعود مجددا إلى الدوري الممتاز، لكن هذه المرة برصيد كبير من الخبرة والحنكة والنجومية أيضا. هذه المرة سيقول للجميع وفي مقدمتهم مورينيو “أنا هنا من جديد.. سأنجح.. تأكدوا من ذلك”. كاتب صحافي تونسيمراد البرهومي
مشاركة :