المالكي يواجه مصيره المحسوم - أيمـن الحـمـاد

  • 6/15/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كان الموقف الذي ظهر عليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هزيلاً ومخزياً وهو يبرر لمواطنيه الذين فرغوا للتو من انتخاب كتلته البرلمانية، كيف احتلت مليشيا مسلحة لم تتعد ال 400 مسلح ثاني أكبر مدن العراق بين عشية وضحاها وأصبحت على مشارف العاصمة في مشهد يذكرنا باحتلال كابول من قبل طالبان في خريف 1996. لقد قادت السياسات الطائفية والاستئثار بالسلطة التي انتهجها نوري المالكي، والتي كانت محل انتقاد كبير من الدول الفاعلة في المنطقة والمجتمع الدولي وأخيراً في واشنطن، العراق إلى ماهو عليه الآن ووضعته على شفا حرب أهلية لا هوادة فيها، يمكن أن تكون أكثر شراسة من تلك التي اندلعت في فبراير 2006. المالكي الذي عاش منفياً بين طهران ودمشق إبّان عهد صدام، يبدو أن مستقبله السياسي أصبح محسوماً بإبعاده عن منصبه الذي تشبث به بشكل انتقدته فيه حتى الكتل البرلمانية الشيعية وعلى رأسها الكتلة الصدرية، وكانت التصفيات السياسية التي قادها تجاه بعض الخصوم السياسيين من السنة مثل طارق الهاشمي أو رافع العيساوي، ومن الشيعة مثل إياد علاوي الذي فاز في انتخابات 2010 وتم إبعاده عن منصب رئيس الوزراء بشكل درامي.. خطوات غير محسوبة، لشخص كان يفترض فيه قيادة العراق سياسياً ضمن إطاره الطبيعي العربي بعيداً عن التوجيهات التي كانت تملى عليه من بعض العواصم التي تخلت عنه الآن بعد أن أصبح يهدد مشروعها في العراق. باتت العملية السياسية في العراق على المحك الآن، وأصبح لا مفر من البحث عن قيادة سياسة تحظى بإجماعٍ وطني واسع، إذا لم تنزلق البلاد في حرب تشبه تلك الدائرة في الجوار السوري، وإن تم وحدث ذلك فإننا سنكون أمام أكبر تغير جيو- سياسي يحدث في الشرق الأوسط بعد سايس – بيكو، يمتد من جبال زاغروس شرق العراق وحتى سواحل المتوسط غرب سورية. يجدر بالعراقيين قبل كل شيء استذكار دروس الماضي القريب، وعدم اللعب بنار الطائفية التي ستحرق الجميع، والعمل في إطار البرلمان العراقي كونه الإطار السياسي الوحيد المنتخب على انتشال البلاد في إطار إصلاحي سياسي يطال جميع المؤسسات ويخلصها من الطائفية، التي في الأساس ستكون مطية لكل مدعٍ لإصلاح بلده وهو أكثر من يضرها، وأكبر من ذلك العمل على مواجهة هذا التحدي الأمني الذي يهدد العراق عن طريق التنسيق المشترك مع دول الاعتدال العربي والعمل على الحد من التدخلات الخارجية التي أوصلت رئيس الوزراء العراقي بأن يتم اجتياح بلاده وهو لا يدري. من الصعب التنبؤ إلى أين يذهب هذا النزاع بالعراق، فالمعلومات التي ترد من هنا وهناك متضاربة، ولكن الاتفاق الوحيد الظاهر هو الزحف نحو بغداد وإسقاط الحكومة المركزية. كيف يمكن الوثوق بالجيش العراقي الذي خلع بزاته وترك آلياته في ساحة القتال وهرب، في حماية العاصمة التاريخية التي يبدو أنها تواجه امتحاناً صعباً مجدداً؟

مشاركة :