الحريري بجانب الملك سلمان ويلتقي وليّ العهد على وهجِ اندفاعة نصرالله «المُربِكة» للبنان - خارجيات

  • 6/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

غداة خطاب «الأمر لي» في الملفات الإقليمية التي يلعب «حزب الله» أدواراً بارزة فيها والهجوم الناري الذي شنّه على السعودية، وصولاً إلى تلويحه بتحويل لبنان ساحة «جهاد عالمي» عبر «مئات آلاف المجاهدين والمقاتلين من العراق واليمن وايران وافغانستان وباكستان» بحال شنّت اسرائيل عدواناً عليه (أو على سورية)، ارتسمتْ ملامح «هجوم معاكس» على الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حمَل من المقلب اللبناني «إعلاء الصوت الآخر» المناهض لمواقفه وخياراته، فيما أعطتْ الرياض إشارةً متجددة الى أنها ليست في وارد التخلّي عن حلفائها في لبنان وإلى تَفهُّمها ضرورات حفاظهم على «ستاتيكو» التهدئة من ضمن «ربْط النزاع» مع «حزب الله» حيال القضايا الخلافية الاستراتيجية وذات الصلة بسلاحه.وفي هذا السياق، اكتسب الحضور البارز لرئيس الحكومة سعد الحريري في أول أيام عيد الفطر في السعودية إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ثم لقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أهمية خاصة، إذ جاء على وهْج خطابِ السقف الأعلى لنصرالله، الذي تولّى الردّ عليه بعنف تيار «المستقبل» مهاجِماً إيران و«مشروعها التخريبي» في المنطقة، فيما شكّل إحباط العملية الارهابية التي كانت تستهدف الحرم المكي بوابة للحريري ومن بعده مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان للدفاع عن السعودية وموقعها العربي والإسلامي.وأمس، أدى الملك سلمان بن عبد العزيز صلاة عيد الفطر في مكة المكرمة ومعه الحريري وشخصيات أخرى، قبل أن يستقبلهم عقب الصلاة في قصر الصفا مع عدد من الأمراء والعلماء والمشايخ والوزراء الّذين قدّموا التهنئة بالفطر ثم تناولوا طعام الإفطار على مائدة الملك. وبعدها قام الحريري بزيارة تهنئة للأمير محمد بن سلمان بمنصبه الجديد كولي للعهد، وكان لقاء تخلله بحث للعلاقات السعودية - اللبنانية والوضع في المنطقة.وفي بيروت كان مفتي الجمهورية يؤكد خلال إلقائه خطبة العيد في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت أن «أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة وأمن المسجد النبوي الشريف في المدينة المنوّرة هو خط أحمر لا نرضى أبداً أن يتخطاه أحد»، معتبراً أن «ما جرى في مكة المكرمة من محاولة فاشلة لاستهداف الحرم المكي الشريف هو جريمة نكراء وغير عادية بل هي أم الجرائم (...)».ونوّه بـ «الجهود التي قام بها المسؤولون في السعودية وعلى رأسهم الملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان لكشف هؤلاء الارهابيين»، مؤكداً ان «المسلمين في لبنان مع السعودية في السراء والضراء والعسر واليسر ويهمهم أمنها كما يهمهم أمنهم فنحن جسد واحد».وفي المقلب السياسي الداخلي، لاقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع تيار «المستقبل» في تسجيل اعتراض بالصوت العالي على خطاب نصر الله، من دون أن يعني هذا الاستقطاب المستعاد في بيروت على جبهة الملفات الاقليمية المساس بمرتكزات التسوية السياسية التي يستظلّها الواقع اللبناني والتي ساهمتْ أخيراً بالإفراج عن قانون الانتخاب الجديد، ودائماً على قاعدة التسليم بأن التوازنات الداخلية المحفوظة بالحدّ الأدنى حتى الساعة، رغم أريحية «حزب الله» في التحكّم بخيوط اللعبة، يبقى حسْم اتجاهاتها رهناً بالمسارات المتفجّرة في المنطقة، بما يجعل أي وضْعٍ للبنان على «خط الزلازل» الاقليمي مكلفاً وبلا أيّ طائل، وإن كانت مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» الأخيرة عززتْ المخاوف من الإمعان في «اختبار الصبر» الخارجي والخليجي وخصوصاً السعودي مع لبنان.واعتبر جعجع «أنّ خِطاب نصرالله تصعيديّ جدّاً وأجزاء كبيرة منه هي من صلاحيات الحكومة اللبنانيّة»، مضيفاً «بدل أن يكون إقرار قانون الانتخاب بداية مرحلة استقرار سياسيّ كبير واستطراداً تحسن في الوضع الاقتصاديّ، للأسف جاء كلام نصرالله ليعكّر هذه الأجواء ويضعُنا بمكان آخر مختلف تماماً».وأكدّ «أنّ القرار الاستراتيجيّ ملك الشعب اللبناني مُمَثّلًا بالحكومة اللبنانيّة»، معتبراً «ان فتحَ الحدود اللبنانيّة ليس ملك أحد، ولا يحقّ لأحد أن يتصرّف بها وحتّى الحكومة لا تستطيع فتح الحدود». واضاف «إذا أردنا أن ندافع عن بلادنا إنْ حاولت إسرائيل التعدّي علينا، هل نقوم بفتح الحدود ونستقدم آلاف المقاتلين الغرباء ولا أحد يعرف من أين ليقوموا باحتلال بلدنا، ومَن سيقوم بإخراجِهم لاحقًا؟ (...)».وإذ شدد على «أن حملة نصرالله على السّعوديّة ودول الخليج غير مقبولة لأنّها تعطل وتعقّد علاقات لبنان الدولة بمجموعة دول صديقة وشقيقة»، رأى ان «السيد حسن يهاجم السّعوديّة لحساب أناس آخرين وعلى حساب الشعب اللبنانيّ».

مشاركة :