أربع سنوات على تولي تميم الحكم والأب لا يزال الحاضر الغائب

  • 6/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صادف يوم أمس الذكرى الرابعة لتولي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الحكم، خلفاً لوالده حمد بن خليفة، الذي تنازل عن السلطة لابنه الذي عيّنه ولياً للعهد، بعد عزله لابنه الأكبر جاسم الذي كان ولياً للعهد في بداية حكمه، إثر انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995.وقال تقرير ل«سكاي نيوز عربية»: «تصادف ذكرى اعتلاء الأمير سدة الحكم، وضعاً أوصلت إليه سياسات الوالد والولد، بعد أن استمر النهج الذي سار عليه الأمير الوالد، لأكثر من عقدين حتى بعد مجيء ولده». وفي 25 يونيو/حزيران 2013، سلم أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني الحكم بشكل مفاجئ إلى ابنه الثلاثيني تميم، وهو تغيير زرع بصيص أمل في أن تغير الإمارة سياساتها التي نفر منها القريب والبعيد.خطوة التغيير بررها الوالد بإفساح الطريق للجيل الشاب لتدشين عهد جديد، لكن العهد الجديد لم يأت، وأثبتت الأحداث اللاحقة أن قطر تميم هي امتداد لقطر حمد. وبدا إلى حدّ كبير، من خلال الممارسات التالية لتغيير الأمير، أن الدولة تتصرف مثل تنظيم، كما غيرت الجماعة الليبية المقاتلة اسمها إلى الإصلاح الإسلامي، وجبهة النصرة إلى فتح الشام، لتفادي الإدانات والعقوبات.فبعد 4 سنوات على حكم تميم، توسعت رقعة سياسات قطر المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وامتدت من جيرانها في الخليج إلى سوريا والعراق، واليمن ومصر وليبيا، إلى أن فاض الكيل وأقدمت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع الدوحة في 5 يونيو/حزيران الحالي.السياسة التي بدأت مع الوالد استمرت وتفاقمت مع ولده، مما لم يدع مجالاً للشك أن العقل المدبّر لها واحد هو حمد بن خليفة، وما يعزز ذلك أن الفريق الذي اعتمد عليه الأب، هو ذاته الذي يعمل مع الابن مع تغيير بسيط في الواجهات. وبعد وصول تميم استماتت الدوحة في دعمها المالي لجماعات الإسلام السياسي، التي عاثت فساداً في الدول التي طالتها موجة ما سُمي ب«الربيع العربي»، محاولة الحصول على نفوذ سياسي أكبر من حجمها.وواصلت قطر في عهد تميم اللعب على التناقضات، ففي حين تدّعي مكافحة الإرهاب، ترسل ملايين الدولارات إلى جماعات مصنفة على لوائح الإرهاب العالمية، في سوريا وليبيا وغيرهما.وفي عهد تميم استمر لعب قطر على الحبلين، فمن جهة تتفاخر بعلاقاتها القوية مع «إسرائيل»، ومن جهة أخرى تدعم حركة حماس، وتعتبرها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني. أما محاولات شق الصف الخليجي فلم تتراجع، مع الدعم المتزايد لجماعة الإخوان في خروج واضح على سياسية دول الجوار، وفي إيواء مطلوبين، وإيفاد عملاء لبثّ أخبار كاذبة لزعزعة الاستقرار لدى الجيران. ومما يؤكد أن حمد بن خليفة هو الحاضر الغائب في حكم قطر، عدم قدرة تميم على تنفيذ أي بند من بنود اتفاق الرياض الذي وقعه مع دول مجلس التعاون الخليجي عام 2014؛ أي بعد حوالي عام على استلامه السلطة.كل ذلك يدل على أن التغيير الذي قام به حمد بن خليفة، ليس إلا لعبة لتغيير الوجوه من أجل التملّص من الضغوط الأمريكية والإقليمية، التي تعرض لها بسبب سياسات بلاده الخارجية.ولربما أراد الأمير الأب أن يغسل آثار الانقلاب الأبيض الذي أزاح به والده خليفة بن حمد عام 1995، فبعد التغيير في 25 يونيو 2013، أصبح في البلاد أمير تسلم السلطة بشكل طبيعي، وليس آخر انقلب على والده.

مشاركة :