قام مول تجاري شهير بجدة، بتأجير الرصيف العام المقابل له، للباعة المتجولين والمتسولين، نظير مبلغ 200 ريال شهريًّا، وهو ما حول المنطقة إلى ما يُشبه السوق التجاري العشوائي.   وكشف محرر صحيفة (المدينة) العالم الخفي لسماسرة الأرصفة أمام أسواق جدة الشهيرة، ودخل إلى مغارة المليونيرات الجدد ممن لم تلحظهم حتى اليوم عيون المراقبين، وعلى الرغم من اختفاء هؤلاء عن المشهد، وبقائهم خلف الستار، فإن "المحرر" تقمص الدور بإجادة بالغـة، ونجح في الحصول على أمتار من رصيف عام ليضع فيه بضاعته لقاء 200 ريال.   وتقول الصحيفة: "الجديد في جولة المحرر هو كم الأسرار التي أماط عنها اللثام، فمسؤولو السوق على اختلاف جنسياتهم تجاوزوا كل الخطوط الحمراء، وتخطوا القوانين حتى انطبق عليهم القول: (من لا يملك يمنح لمن لا يستحق)".   وتابعت: "مساء أمس وتحديدًا في تمام التاسعة دخل المحرر إلى قلب السوق، وانزوى جانبًا محدثًا أحد المسؤولين (يمني الجنسية) طالبًا منه تأجير أمتار من الرصيف الخارجي ليضع فيه بسطته، ووافق المسؤول على تأجير أمتار الرصيف بـ200 ريال بشكل سري وخفي".   وتستكمل الصحيفة: "المسؤول الذي خاطب المحرر لم يتطاول مهنة، ويدعي قدرة، بل طلب الاستئذان أولا من مشرف السوق س.ح وبعد مقابلته قام بالذهاب به إلى مدير السوق -من جنسية عربية- والذي قدم بدوره عددًا من الأسئلة الاحترازية منها: (ما هي جنسيتك؟ ما نوع التجارة؟ ماذا ستفعل حال تم القبض عليك من البلدية؟)".   وأوضحت أنه حين سؤال المحرر عن سعر التأجير أخبره بأنه لا يمكنه التأجير بالقرب من المدخل، ولكن في مكان قريب منه سيكون السعر بـ100 ريال للشهر، وفي أماكن بعيدة من المدخل سيكون بـ50 ريالا، كما أن الاتفاق سيكون بطريقة «عرفية» ليست على ورق، وأننا كإدارة السوق لن نتدخل في حال تواجد الجهات الأمنية أو نقوم بالتعويض عن ذلك، وأن جميع الموضوع سيكون تحت تدبير الله.