تعد العيدروس أقدم مدينة ألعاب تاريخية بجدة، استطاعت منذ نحو 75 عاما مقاومة التقنية، حيث أبت طوال الفترة الماضية أن تدخل الألعاب الكهربائية إليها، لتحافظ على طبيعتها المختلفة، تقع في قلب جدة البلد بجوار أربع حارات قديمة «اليمن والشام والمظلوم والبحر»، إذ تشهد إقبالا كبيرا خلال أيام العيد من جميع سكان جدة وخارجها، يقصدها الأهالي من بعد صلاة العيد مباشرة مع أطفالهم للتمتع بـ«الأجواء التراثية والشعبية». 15 لعبة شعبية «الوطن» تجولت بمدينة الألعاب التاريخية كما يحلو لأهالي جدة تسميتها، تلك الملاهي الشعبية التي أصبحت الوجهة الأولى والمفضلة من أهالي جدة، فلم يعد الحرص على زيارتها مقتصرا على ذوي الدخل المحدود الذين تثقل كاهلهم الأسعار المرتفعة للملاهي الحديثة، بل تجاوز ذلك لتجذب جميع شرائح المجتمع. وتضم الملاهي 15 لعبة مختلفة، مثل (الشقليبة، بساط الريح، الشبح، المراجيح، الدويرة) تشغلها العمالة يدويا، حتى أصبحت الساحة تشبه مدينة ترفيهية مصغرة وشعبية. كما تضم الجمال والخيول والدبابات مقابل 10 إلى 20 ريالا للمسار الواحد. وقال أحد مرتادي ملاهي العيدروس بندر البخاري، وهو من سكان حي النعيم، إن ملاهي العيدروس تعتبر الوجهة الأولى لأهل جدة في الأعياد، ونحرص نحن الآباء على جلب أطفالنا ليعيشوا نفس الفرحة الذي سبقناهم إليها، مبينا أن أهم ما يميز العيدروس تاريخ وعراقة هذه الملاهي وارتباطها بالمنطقة التاريخية القديمة في مدينة جدة ضمن تراث عمراني لا يزال يحتفظ بنكهته القديمة من حيث أشكال البناء والأزقة الضيقة والأرصفة ذات الطراز القديم وسط حارات أو أحياء هي الأقدم في جدة، إضافة إلى الأسعار التي تعتبر رمزية. خيول ورقصات شعبية يقول مواطن آخر من سكان حي المحمدية عبدالله السفري، الألعاب الشعبية البسيطة المطلوبة من قبل الأطفال أكثر ما يميز العيدروس، ويجعلها منطقة استقطاب إسكان خلال أيام عيد الفطر، رغم الأجواء الحارة التي تشهدها جدة، إلا أنني حرصت على اصطحاب أبنائي من بعد صلاة العيد مباشرة، مشيرا إلى أن ملاهي العيدروس تاريخ في جدة لأكثر من 70 عاما، وهي لعامة الناس، مواطنين ومقيمين، للكبير قبل الصغير، والغني قبل الفقير، وليست لأصحاب الدخل المحدود كما يشاع. وكانت العيدروس في السابق تشهد سباقا للخيول والرقصات الشعبية والفنون التي تجمع بين الرقص والغناء ودق الطبول، إضافة إلى بعض الألعاب الشعبية التي ما زالت باقية حتى اليوم. فرحة العيد يعيش سكان جدة فرحة العيد بينهم وبين الأقارب في مظاهر جميلة وأجواء العيد السعيد التي تتميز بها منطقة جدة التاريخية، وكذلك كورنيش عروس البحر، ويعمدون إلى زيارة الأماكن التراثية والترفيهية فيها التي تنتعش سياحيا واقتصاديا واجتماعيا بحركة لافتة. وتزداد فرحة العيد في جدة بزيارة كورنيش جدة وبالجلسات والحدائق العامة التي يستمتع بها المواطنون والمقيمون للإحساس بهذه المناسبة الإسلامية الغالية على قلوب العرب والمسلمين في شتى أنحاء الأرض.
مشاركة :