استخدمت الشرطة التركية، الأحد، الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية، لتفرق مسيرات للمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً في شوارع إسطنبول. وفرض مكتب محافظ إسطنبول حظراً على مسيرات "فخر" المثليين للعام الثالث على التوالي، مشيراً إلى مخاوف أمنية. وقالت الحكومة في بيان: "لن يُسمح بإقامة المسيرة لسلامة مواطنينا، و(سلامة) المشاركين في المقام الأول، والسياح الذين يزورون المنطقة." ولكن ذلك لم يمنع المشاركين من محاولة إحياء اليوم العالمي لتلك الاحتفالات، رغم الأحداث الأخيرة من رهاب المثلية في الدولة. وواجهوا وجوداً كثيفاً للشرطة على طول الشارع التجاري الرئيسي في إسطنبول، حيث كان من المفترض أن تُقام المسيرة. وقال منظمو مسيرة "الفخر" في إسطنبول إن السلطات اعتقلت ما لا يقل عن 20 شخصاً. وأغلقت شرطة مكافحة الشغب مداخل طريق المسيرة بمدافع المياه. وهتف الحشود في ساحة تقسيم: "أين أنت حبي؟ أنا هنا يا حبي!" كما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية لتفريق الحشود. واحتجّ بعض الأشخاص في مقهى قريب بالتصفير على اعتقال الشرطة لأحد المشاركين في المسيرة، ما دفع شرطة مكافحة الشغب إلى قلب الطاولات والكراسي لتفريق الحشد. وتوافد الحشود إلى الأحياء الصغيرة وهو يرقصون ويهتفون، ولكن سرعان ما فرقتهم الشرطة. وقال منظمو مسيرة "الفخر" إن الحملة كانت تتمحور حول التعصب وليس الأمن. ووصفوا ذلك بأنه جانب آخر من الاستبداد التركي الزاحف في ظل حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الذي أسسه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. ورغم أن الشذوذ الجنسي لم يعد مخالفاً للقانون في تركيا منذ عام 1923، إلا أن الدولة لديها أحد أسوأ سجلات انتهاكات حقوق الإنسان ضد المثليين في أوروبا، كما أن مجتمع المثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً (LGBTQ) في تركيا يرفعون أصواتهم بشكل متزايد إزاء العنف ضد أفراد مجتمعهم. ونشرت جماعة "Alperen" اليمينية الإسلامية تهديداً قبل عدة أيام من المسيرة. وقالت في بيان: "لن نسمح بهذه المسيرة التي تطلق على نفسها مسيرة فخر، ولكنها في الواقع تطبع وتشجع الفجور والبهرجة التي تلمس أعصاب المجتمع." وقالت المجموعة إن أعضاءها سيكونون على الأرض لمنع المسيرة، وتعهدوا بتفوق أعدادهم مقارنة بأعداد المشاركين في المسيرة. وقال منظمو المسيرة إن أعضاء "Alperen" كانوا من بين الذين اعتقلتهم الشرطة.
مشاركة :