مر الفنان عمرو دياب في بداياته الفنية بالكثير من المراحل الفارقة في مسيرته التي شكلته وطورته فيما بعد، وتعتبر محطة عمله في الملاهي الليلية بشارع الهرم من أبرز الفترات التي عاشها النجم الكبير في شبابه، وهو ما كشف تفاصيله السيناريست بلال فضل في برنامج «الموهوبون في الأرض». في ثمانينيات القرن الماضي ترك «عمرو» مسقط رأسه بورسعيد متوجهًا إلى القاهرة لظروف دراسته بمعهد الموسيقى، وبعد فترة عُرض عليه فرصة الالتحاق بفرقة موسيقية تعمل بأحد الملاهي الليلية بشارع الهرم. وقتها أخبر خاله بأنه يغني ليلًا مع فرقته، لكنه في واقع الأمر كان يقود السيارة التي تقل العازفين من المقطم إلى الهرم، وبمرور الأيام ترقى ليكون «سنيد» للمطربين في حال تغيبهم أو تأخرهم. استطاع الهضبة آنذاك من خلال الفقرات التي يسد فيها نقص المطربين أن يجذب انتباه مالك الملهى الليلي، ليتفق الأخير معه بأن يغني بشكل مستمر يوميًا ويدفعه إلى التوقيع على عقد احتكار مدى الحياة حسب رواية «فضل»: «مضى عقد احتكار مدى الحياة وهو مش عارف خطورة اللي بيعمله ساعتها». خلال غنائه كان يستمع لتوجيهات أحد العازفين خلفه، وهو من ينبهه إلى من سيخرج أموال «النقطة» خلال فقرته: «ودنه بتبقى مع زميل له من الفرقة بيراقب الصالة، ويشوف مين هيطلع الفلوس، فا يقول له عبارات زي روح يمين.. لف شمال.. استنى ما تقفلش الغنوة ده حد بعت يفك فلوس». تألقه دفع العديد من مالكي الملاهي الليلية الأخرى إلى طلبه للغناء، ليتوجه إليهم دون أي اعتراض وهو سعيد بما يفعله، إلا أنه فوجئ برد فعل مديره السابق الذي نبهه: «إنت ما قريتش العقد؟ ده فيه بنود احتكار». رغم ذلك استمر «عمرو» في الغناء داخل العديد من الملاهى اليلية، قبل أن يُفاجأ بانتظار أحد ضباط الشرطة له لإجراء محضر «إثبات حالة»، لكن الأمر لم يتطور بفعل زملائه: «حد في الفرقة قال له تعالا نعشيك ونجيب لك سجاير سيب الراجل يخلص وبعدين يروح معاك القسم». بمرور الأيام تعرف المطرب الشاب على الضابط ونشأت بينهما علاقة ود انتهت إلى استمراره في الغناء في الكثير داخل الملاهي الليلية، مع مواظبته على الذهاب إلى قسم الشرطة بسبب المحضر، وأردف السيناريست: «في يوم وصّى والدته إنها تدعي على الراجل اللي مضاه الاحتكار في السيدة نفيسة فا نزلت مخصوص عشان تعمل كده». الأزمة التي وجد نفسه فيها الفنان الشاب انتهت على هامش أحداث الشغب عام 1986، والتي اندلعت إثر احتجاجات ضباط الأمن المركزي آنذاك، وقتها تعرضت أغلب الملاهي الليلية للحرق بما فيما الملهى الذي مضى له الهضبة عقد الاحتكار: «وراح العقد مع اللي اتحرق وبقى حر يغني في أي مكان عايزه». بتجاوزه تلك الأزمة أصبح الفنان الشاب آنذاك يغني في 7 ملاهي ليلية، وعندما يشعر بالجوع تلجأ الفرقة لعزف مقطوعة خليجية حتى ينهى وجبة العشاء ويعود من جديد. الصيت الذي تمتع به داخل الملاهي الليلية أهله للحصول على فرصة للغناء في حفلة من تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي بأحد الفنادق الشهيرة، لتمثل تلك المحطة نقطة فارقة حسب رواية «فضل»: «نقلته من عالم الملاهي إلى عالم الفنادق».الموهوبون في الأرض│الموسم الثالث│الفنان المصري عمرو دياب│الجزء الثاني واصل برنامج الموهوبون في الأرض مع الكاتب الصحفي والمؤلف بلال فضل، الحديث على مسيرة الفنان المصري عمرو دياب، من خلال تناول قصة صعوده إلى الساحة الفنية وتربعه على عرش الأغنية في مصر والعالم العربي.
مشاركة :