علماء يرصدون تشابها "جنينيا" بين الحوت الأحدب والإنسان

  • 6/26/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةNHMImage caption يشتهر الحوت الأحدب بوجود زعانف صدرية طويلة تعد رؤية مجموعة من أجنة الحيتان في مراحل مبكرة بعد حدوث الحمل شيئا مثيرا للغاية، لاسيما تتبع مراحل نمو جنين صغير قبل نموه المحتمل ليصبح كبير الحجم. لكن أكثر ما يثير دهشتك في مراحل النمو الأولى لجنين هذه الحيتان، هو قدر التشابه الكبير بينها وبين أجنة البشر في مراحل التكوين. ويقول ريتشاد سابين، كبير خبراء الحيتان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن:"إنه شيء نرصده باستمرار في الفقاريات، ليس في الثديات فقط". وأضاف: "ترى مثل هذه التشابهات في مراحل التكوين الأولى حتى منتصف فترة حمل الحوت الأحدب، التي تصل إلى 11 شهرا، بعدها ترصد ظهور سمات مميزة لنوع الجنين". ويعرض ريتشارد سبعة أجنة لحوت أحدب في مراحل نمو متتالية خلال معرض صيفي كبير للحيتان يستضيفه متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وتتنوع العينات المعروضة من مجرد كرة خلايا عمرها أسابيع وصولا إلى عينة تظهر شكلا كاملا لحوت أحدب صغير الحجم.مصدر الصورةRichard SabinImage caption أصبحت البيانات التي جمعها علماء على مدار سنوات لأغراض صيد الحيتان ثمينة في الحفاظ على الحياة البحرية ويقدر عمر هذه الجنين الأكبر حجما، الذي يصل طوله إلى نحو نصف متر، من سبعة إلى ثمانية أشهر من فترة حمله. كما تظهر عليه السمات المتوقع رؤيتها في الحوت الأحدب، بما في ذلك الطول، والزعانف الصدرية الظاهرة. وجمع علماء هذه العينات في بداية القرن العشرين أثناء إجراء أبحاث في منطقة القطب الجنوبي تهدف إلى توفير بيانات تستفيد منها أساطيل صيد الحيتان. وركز دور هؤلاء العلماء على فهم الطبيعة الحيوية للحيتان وحركاتها ونظامها البيئي بغية تعظيم العائد التجاري من صيدها. والمزعج في الأمر هو معرفة أن هذه الأجنة استخرجت من أحشاء حيتان حية بعد طعنها بالرمح. ويقول ريتشارد: "كل عينة تروي قصة، وربما قصة مزعجة، لكنه شيء لابد أن نعترف به". وأضاف: "نؤكد أن البيانات التي جمعناها من هذه العينات نستخدمها بفاعلية الآن لأغراض الحفاظ على الحياة البحرية".مصدر الصورةNHMImage caption يقول ريتشارد :"كل عينة تروي قصة، وربما قصة مزعجة" واستطاع فريق علماء الأسبوع الماضي استخدام بيانات قديمة عن الحيتان أبرزت تقلص حجمها خلال أربعين عاما قبل وقف تجارة صيدها. وقال فريق العلماء إن هذا النتائج يمكن استخدامها للتحذير من كارثة وشيكة تتسبب فيها جماعات أخرى تمتهن الصيد في الحياة البرية. وتخبرنا هذه الأجنة على نحو خاص بالكثير عن علم الأحياء التطوري فيما يبدو. ويفسر ريتشارد: "أول شيء نرصده في عينات هذه الحيتان هو نمو براعم الأسنان خلال أربعة إلى خمسة أشهر من الحمل، يبدأ بعدها نمو عظام الفك". وأضاف: "نعلم من خلال دراسة هذه الأجنة، من وجهة نظر النمو التطوري، أن جميع الحيتان تحتاج لوقت تتكون فيه الأسنان (أولا) تبدأ بعدها مرحلة نمو عظام الفك في مراحل حديثة نسبية. وعثرنا على حفريات تؤكد ذلك". وتبدأ فعاليات معرض الحيتان في 14 يوليو/تموز المقبل بعد يوم من إعادة فتح متحف التاريخ الطبيعي في لندن أبوابه وتحديث أسلوب العرض في قاعة "هينتز" واستبدال هيكل ديناصور ديبلودوكاس، الذي كان معروضا لسنوات في القاعة، ووضع هيكل حوت أزرق معلق من سقف المتحف بدلا منه.مصدر الصورةTrustees of NHMImage caption من بين المعروضات هيكل "حوت تيمز" الذي نفق عام 2006 إنها بالفعل لحظة مناسبة لتسليط الضوء على إسهامات الحيتان في الحياة على الأرض. كما يسلط المعرض الضوء على التنوع الهائل للحيتان والدلافين وخنازير البحر، ويعرض للجمهور رحلة التطور القصيرة نسبيا لهذه الكائنات، منذ أن كانت حيوانات برية قبل 50 مليون عام إلى أن أصبحت من سكان المحيطات كما هو معروف الآن. ويصف المعرض كيفية تحرك هذه الكائنات وكيف تتنفس فضلا عن طريقة عثورها على فريستها من خلال الرصد عن بعد باستخدام صدى الصوت. ومازال يدهش الكثيرين كيفية تواصل الحيتان من على بعد مئات الكيلومترات. وقال ريتشارد: "نريد أن يعلم الجميع أن هذه الكائنات، وهي ثدييات مثلنا، لديها ثقافة معقدة كحالنا بالضبط. إنه مجال جديد جدا للدراسة سار بخطى سريعة خلال السنوات العشر الماضية من خلال الملاحظات والمعلومات الوراثية والبيانات التي جمعها العلماء من عينات المتاحف".مصدر الصورةGetty Images

مشاركة :