غداة هجوم مباغت شنه "داعش" أول أيام العيد، وأسفر عن سقوط قتلى، أعلنت القوات المسلحة العراقية انتزاع السيطرة على حي الفاروق في الجانب الشمالي الغربي الواقع قبالة جامع النوري التاريخي الذي دمره التنظيم الأسبوع الماضي. ووفق قائد عمليات "قادمون يا نينوى" عبدالأمير رشيد يارالله، فإن "قطعات مكافحة الإرهاب حررت حي الفاروق الأولى في المدينة القديمة بالساحل الأيمن، ورفعت العلم فوق مبانيه بعد تكبيد العدو خسائر كبيرة". وبعد هجوم "داعش"، الذي أحدث ذعرا بين السكان، واصلت القوات العراقية أمس عمليات البحث في الأحياء الغربية. وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي إن "المجموعة خرجت مع النازحين واستقرت في حي التنك. أعادوا التجمع وانطلقوا بهجمات مضادة، مضيفا: "بعد التعرض ليل البارحة (الأحد)، وصلت قواتنا إلى المكان وصدت الهجوم. الآن لم يبق شيء، فقط مجموعتان محاصرتان، ويتم تفتيش اليرموك من بيت إلى بيت. سنقوم بعمليات تفتيش في كل الجانب الأيمن (غرب الموصل)". ومع تقدم القوات العراقية لطرد تنظيم "داعش" من آخر حصونه في الموصل القديمة، التي كانت تضم أبرز المعالم التاريخية في العراق، صارت المباني المدمرة وأكوام الركام، وجثث مقاتلي التنظيم، الوجه الجديد المروع لأحياء المدينة. وبسبب وجودها لأيام عدة في ظل حرارة تتخطى 40 درجة، فإن رائحة العفن المنبعثة من الجثث المتورمة والمدفون نصفها، لا تحتمل. كما تتناثر في شوارع الموصل القديمة بقايا دراجات نارية وبخارية كانت مفخخة وانفجرت. إلى ذلك، دعا رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، أمس، إلى إنهاء ظاهرة "عسكرة المجتمع" وإخراج القوات العسكرية من المدن، مشددا على ضرورة منع ارتكاب التجاوزات من خلال استغلال الزي العسكري، فيما حث القادة الأمنيين على الاهتمام بالجانب الاستخباري. وقال الحكيم، في كلمة له خلال خطبة صلاة العيد، أمس، في بغداد، "من المهم والضروري إخلاء المدن والأحياء السكنية من المقار العسكرية والمنع من إزعاج المواطنين وارتكاب التجاوزات من خلال استغلال الزي العسكري واستخدام عجلات المؤسسات العسكرية"، مطالبا القادة الأمنيين إلى "الاهتمام بالجانب الاستخباري وتحمل وزارة الداخلية مسؤولياتها بالتنسيق مع بقية الجهات".
مشاركة :