مونديال 2014: بين افول نجم تشافي وسطوع شمس روبن

  • 6/16/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ليس بامكان اي شخص ان يشكك بمكانة لاعب وسط برشلونة تشافي هرنانديز في تاريخ الكرة الاسبانية، لكن الهزيمة المذلة التي تلقاها ابطال العالم واوروبا في مستهل حملتهم في مونديال البرازيل 2014 امام وصيفهم الهولندي (1-5) تطرح علامات استفهام حول المستوى الذي وصله اليه هذا اللاعب. يخوض تشافي نهائيات مونديال 2014 واضعا نصب عينيه انهاء مسيرته الدولية بافضل طريقة ممكنة من خلال قيادة لا فوريا روخا الى رباعية تاريخية متمثلة بتتويجها باربعة القاب متتالية (كأس اوروبا 2008-كأس العالم 2010-كأس اوروبا 2012-كأس العالم 2014). لكن المستوى الذي ظهر عليه اللاعب البالغ من العمر 34 عاما خلال الموسم المنصرم مع فريقه برشلونة الذي خرج خالي الوفاض تماما على الصعيدين المحلي والقاري، ثم في المباراة الاولى من نهائيات البرازيل ضد هولندا يعطي مؤشرا على افول نجم لاعب وسط النادي الكاتالوني الذي عجز عن الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي اعتاد عليها، وذلك مقابل تألق ملفت للاعب وسط اخر في الجهة المنافسة وهو اريين روبن. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل ان افول نجم تشافي قصة مباراة واحدة او نهاية ملحمة رائعة فرض فيها ابن تيراسا الكاتالونية نفسه احد اعظم لاعبي الوسط في العالم بفضل الالقاب التي توج بها على صعيدي الاندية (الدوري 7 مرات والكأس المحلية مرتين وكأس السوبر المحلية 6 مرات ودوري ابطال اوروبا 3 مرات وكأس السوبر الاوروبية مرتين وكأس العالم للاندية مرتين) والمنتخب الوطني (بطولة العالم للشباب عام 1999 وكأس العالم عام 2010 وكأس اوروبا عامي 2008 و2010). لقد كسب مودتي كشخص، اما كلاعب فهناك عدد قليل من الناس الذين بامكانهم القول بانهم ليس لاعبا رائعا، هذا ما قاله مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي قبل كأس العالم عن تشافي، مضيفا من المستحيل تحديد من هو افضل لاعب في تاريخ الكرة الاسبانية، لكن ليس هناك شك بان تشافي هو احدهم. وواصل دل بوسكي الذي شاهد اسبانيا تتلقى على يد الهولنديين اكبر هزيمة لها في كأس العالم منذ 1950 حين سقطت امام البرازيل 1-6، في الماضي، كان هناك بعض اللاعبين الاستثنائيين، لكن لا يمكنني ان اقول من الافضل. لكن ما قدمه تشافي في مباراة هولندا لا يظهر اي شيء من عظمته، وهذا ما اعترف به اللاعب نفسه حين قال: انها اسوأ هزيمة في مسيرتي. كانت مباراة مخيبة للغاية، هزيمة شنيعة. كل شيء قمنا به في الشوط الثاني كان خاطئا. وواصل الامر الايجابي الوحيد هو ان الفرصة (للتأهل الى الدور الثاني) ما تزال قائمة، لم نخسر كل شيء حتى الان ورغم هذه الضربة القاسية ما زال بامكاننا التأهل. ما يتمناه تشافي هو ان يختبر مجددا ما عاشه في نسخة 2010 وفي مستهل كأس اوروبا 2012، حين قدم اداء سيئا في مستهل المشوار (خسرت اسبانيا امام سويسرا صفر-1 في الجولة الاولى من مونديال جنوب افريقيا 2010 وتعادلت مع ايطاليا 1-1 في الجولة الاولى من كأس اوروبا 2012 في مباراة لم تكن تستحق فيها النقطة) لكن ذلك لم يمنعه من قيادة بلاده الى لقبها العالمي الاول على حساب هولندا بالذات (1-صفر بعد التمديد) والى الاحتفاظ باللقب القاري (على حساب ايطاليا 4-صفر). ومن المؤكد ان جمهور برشلونة والمنتخب الاسباني لا يريد ان يرى صاحب الرقم القياسي بعدد المباريات الدولية مع بلاده (133) يتقهقهر لدرجة الموافقة على الانتقال الى قطر لاكمال مسيرته الكروية هناك مع السد المستعد ان يدفع له 3ر8 ملايين يورو من اجل الانضمام الى مواطنه راوول غونزاليس بحسب تقارير صحفية. مدرب هولندا الحالي لويس فان غال الذي هندس سقوط اسبانيا من عليائها في موقعة سالفادور دي باهيا امس الاول الجمعة، يرى ان ما زال امام تشافي الكثير ليقدمه وعلى اعلى المستويات: لا يزال بامكان تشافي ان يقدم الكثير. واضاف فان غال الذي كان خلف بزوغ نجم تشافي حين كان مدربا لبرشلونة: ما زال المرجع في فريقه ومنتخب بلاده. يجب ان تتابع مباراة لا يتواجد فيها وحينها ستلاحظ تأثير غيابه. تشافي دائما ما يحدد وتيرة المباراة وهذا امر مهم لبرشلونة واسبانيا. لكن الشخص الذي حدد وتيرة مباراة سالفادور دي باهيا لم يكن تشافي او اي لاعب اخر من المنتخب الاسباني بل اريين روبن الذي تمكن من التكفير وبافضل طريقة عن ذنوبه في مواجهة ابطال العالم. ونجح نجم بايرن ميونيخ الالماني بهدفيه في هذه المباراة من تعويض ما حصل معه قبل اربعة اعوام في جنوب افريقيا حين اهدر عددا مهما من الفرص امام المنتخب الاسباني في المباراة النهائية، ابرزها في الدقيقة 62 حين انفرد تماما بالحارس ايكر كاسياس بعد تمريرة متقنة من ويسلي سنايدر لكن الحارس الاسباني تعملق وانقذ بلاده من هدف بعدما ابعد الكرة بفخذه الى ركنية، والدقيقة 84 حين كان التعادل السلبي لا يزال سيد الموقف وذلك عندما خطف الكرة بعد خطأ دفاعي من كارليس بويول لكن كاسياس تدخل ببراعة واقفل الطريق عليه وسط اعتراضات شديدة من نجم بايرن الذي طالب بركلة جزاء. ولو وجد روبن طريقه الى الشباك خصوصا في الدقائق الست الاخيرة من الوقت الاصلي لحمل بلاده الى اللقب الاول في تاريخها، لكن كاسياس وقف في وجهه وجر الفريقين الى التمديد الذي ابتسم لبلاده وقادها الى الانضمام لنادي الابطال بفضل هدف من اندريس انييستا في الشوط الاضافي الثاني. لكن روبن رفض الحديث عن ثأر من الاسبان، قائلا لموقع الفيفا: لا علاقة لهذه المباراة بتلك التي لعبناها قبل اربع سنوات في جنوب افريقيا. كنا في النهائي، وهذه المرة كانت مباراة المجموعة. لقد لعبنا ضد افضل فريق في العالم وعرفنا كيف نستغل فرصنا. وتابع روبن الان، يجب علينا المحافظة على تركيزنا والاستمرار على هذا الطريق. غدا سنبدأ من الصفر، الامر بهذه البساطة!.

مشاركة :