في حنين للماضي، ولاستعادة ذكريات الزمن الجميل، قرر أهالي جبل شدا الأسفل بتهامة العودة إلى منازلهم القديمة وأداء صلاة العيد بمصلى العيد القديم في أعالي الجبل . وانتقل الأهالي لتناول طعام الإفطار تحت ظلال أحد الكهوف العملاقة التي يزخر بها شدا الأسفل، وحرصوا على أن تكون الأطعمة المقدمة ذات طابع شعبي فحضرت العصيدة والعيش والسليق والمرق والخبزة الشدوية . عقب ذلك بدأ الأهالي يتجولون بين المنازل ويتبادلون التهاني كأسرة واحدة في أجواء عائلية جميلة، لم تخل من العرضة ورقصات الفلكلور الشعبي التي تتميز بها كل القبائل جنوب المملكة . وكان أهالي شدا الأسفل قد اضطروا إلى مغادرة قراهم في قمة الجبل قبل أكثر من ٤٠ عامًا وذلك لانعدام الخدمات في حينه حيث انتقلوا بشكل جماعي للعيش بمحافظتي المخواة وبلجرشي تاركين خلفهم الكثير من الذكريات واللحظات الجميلة التي مافتئوا يتذكرونها بمزيد من الحنين بين الفينة والأخرى، إلى أن قامت الدولة أيدها الله بتنفيذ عددٍ من المشروعات الخدمية التي كان يحلم بها أهالي شدا الأسفل وفي مقدمتها الطرق المعبدة وتسهيل الوصول إلى القرى في قمة الجبل، فما كان منهم إلا أن بدؤوا في العودة إلى منازلهم وترميمها وتجديدها وإعادة أحيائها. ولم تتوقف جهودهم عند ذلك ، ولكنهم اتفقوا في هذا العام على أن يعيدوا إحياء مظاهر احتفالات العيد القديمة فاجتمع عدد كبير منهم وأدوا شعائر صلاة العيد بمصلى القرية، ثم تبادلوا التهاني والتبريكات بمناسبة العيد كما كانوا يفعلون قديمًا. يُذكر أن جبل شدا الأسفل يعد أحد الوجهات السياحية المعروفة حاليًا بمنطقة الباحة حيث يتميز بالكهوف المميزة كما تنتشر فيه مزارع البن الشدوي ذو النكهة المختلفة والمذاق الرائع .