صعد منتخب تشيلي المعروف بأدائه السريع المفعم بالإثارة والمتعة للدور قبل النهائي في كأس القارات لكرة القدم لكن المدرب خوان أنطونيو بيتزي يؤكد أن هذا الأداء يكلف الفريق كثيرا. وقال بيتزي إن هذا الأداء الهجومي الممتع يتطلب جهدا بدنيا هائلا من جانب اللاعبين ما يطرح أسئلة حول قدرة لاعبي الفريق على الحفاظ على هذا المستوى في كأس العالم 2018 إذا ما تأهل المنتخب القادم من أميركا الجنوبية لنهائيات روسيا في ظل ارتفاع معدل أعمار لاعبيه.ويعتمد أسلوب تشيلي على الضغط على المنافس والسعي للاستحواذ على الكرة في نصف ملعب المنافس والدفع بالكثير من اللاعبين للأمام عند الاستحواذ على الكرة وهي طريقة وصفها مدرب إسبانيا السابق فيسنتي ديل بوسكي بأنها «انتحارية».وطبق هذا الأسلوب أولا تحت قيادة مدرب تشيلي الأسبق الأرجنتيني مارسيلو بيلسا الذي صعد بالفريق لنهائيات كأس العالم 2010. ثم استمر الفريق في العمل به تحت قيادة المدرب التالي خورخي سامباولي الذي قاد الفريق للفوز بأول لقب كبير وهو كأس كوبا أميركا في 2015.ولا يزال الفريق يلعب بنفس الطريقة تحت قيادة بيتزي الذي تولى قيادة الجهاز الفني في بداية العام الماضي. وإذا ما نجح الفريق في فرض أسلوبه وطريقته فإنه يكون من الصعب الصمود في وجه بطل أميركا الجنوبية. وعن ذلك قال إنجي بوستيكوغلو مدرب أستراليا بعد تعادل فريقه مع تشيلي 1 - 1 الأحد «الأمر الأهم هو عدم السماح للفريق التشيلي بفرض أسلوبه على المباراة لأنه إذا حدث ذلك سيكون من شبه المستحيل الفوز عليه».لكن بيتزي الذي يستعد فريقه لمواجهة البرتغال بقبل النهائي غدا يؤكد أن الأسلوب يكلف فريقه ثمنا باهظا. وقال مدرب تشيلي «أسلوبنا في اللعب مرهق كثيرا ويتطلب جهدا هائلا من جانب اللاعبين... المنافسون يعرفون ذلك وعادة ما ينتهجون أسلوبا مختلفا في مواجهتنا إذ لا يلجأ الخصم كثيرا لأخذ زمام المبادرة». وأضاف بيتزي «دائما نحن نسعى للاستحواذ من جديد على الكرة وهذا يتطلب الكثير من الجهد والتضحية... وبالتأكيد هذا يكون له تأثير كبير على اللاعبين في ظل تعاقب المباريات كما هو الحال في هذه البطولة».وتزيد أعمار عدة لاعبين في منتخب تشيلي ومنهم لاعب الوسط أرتورو فيدال والمدافع غاري ميديل عن 30 عاما في ظل وجود لاعبين اثنين فقط تحت 23 عاما. وخلال تعادل الفريق التشيلي مع ألمانيا وأستراليا في روسيا ظهر الإرهاق على اللاعبين في الشوط الثاني لكن رغم ذلك يؤكد بيتزي إنه متمسك بالطريقة ولن يغيرها.رونالدو لا يثير الاهتماممن جانبه أكد فيدال أن فريقه لن يواجه كريستيانو رونالدو فقط في الدور قبل النهائي لبطولة كأس القارات 2017 بروسيا بل سيواجه منتخب البرتغال، بطل أوروبا. وقال فيدال، عقب تعادل تشيلي مع أستراليا في المرحلة الثالثة بدور المجموعات: «كريستيانو لاعب يقوم بالأمور على نحو جيد، ولكننا لن نلعب ضده، سنلعب ضد البرتغال». وأضاف: «البرتغال هي بطلة أوروبا، سيكون تحديا رائعا ولكننا يروق لنا اللعب أمام منتخبات المستوى الأول لأننا بهذا الشكل نعرف على أي مستوى نكون نحن».وتابع فيدال قائلا: «تشيلي تثير مخاوف أي منتخب، نلعب ضد الجميع بندية». واستطرد قائلا: «لا أعرف إذا ما كانت هذه المباراة ستكون مميزة، ولكن من الرائع اللعب في الدور قبل النهائي في بطولة لم تتواجد بها تشيلي من قبل، اليوم حققنا حلمنا بالعبور إلى نصف النهائي، نأمل في أن نكون على نفس مستوى البرتغال وأن نمر إلى النهائي». وأشار فيدال إلى أهمية استعادة فريقه لعافيته البدنية قبل مباراة البرتغال، مؤكدا أن هذا سيشكل عامل الحسم في اللقاء. وأكمل قائلا: «عندما يكون لديك وقت قصير للتعافي فإن هذا يمثل مشكلة، ولكن علينا أن نستعيد عافيتنا في هذه الأيام وأن نقدم مباراة رائعة يوم الأربعاء».وأكد غونزالو خارا، مدافع منتخب تشيلي أنه يحترم رونالدو ولكنه لا يهتم كثيرا بمواجهته غدا. وقال المدافع الدولي: «أحترمه نظرا لمستواه الفني، ولكنني لعبت ضد ميسي وألعب بجوار أليكسيس سانشيز الذي أعتبره أحد أفضل مهاجمي العالم، ولهذا فهو لا يهمني كثيرا». وأضاف: «ما يثير اهتمامي هو اللعب أمام البرتغال، بطلة أوروبا، كما يثير اهتمامي أيضا اللعب أمام ألمانيا، بطلة العالم، كل مباراة تثير اهتمامي، لم يسبق لي كلاعب أو لنا كمنتخب أن لعبنا في كأس القارات من قبل ولهذا سنستمتع بها كما ينبغي».اعتماد ألمانيا على شبابهاكان البناء للمستقبل هو الهدف الرئيسي للمدير الفني يواخيم لوف في قيادة المنتخب الألماني ببطولة كأس القارات 2017 المقامة حاليا في روسيا، وبعد انتهاء منافسات دور المجموعات، بدت خطة المدرب في طريقها إلى النجاح المنشود. فقد اعتمد لوف بشكل أساسي على اللاعبين الشبان، وفضل إراحة الكثير من نجوم المنتخب الألماني بطل العالم، لمنحهم فترة راحة أطول قبل انطلاق منافسات الموسم المقبل، الذي يشهد إقامة بطولة العالم 2018 بروسيا، والتي تشكل الهدف الأهم لدى لوف.وعلى مدار المباريات الثلاث لألمانيا بدور المجموعات، استثمر اللاعبون الشبان الفرصة بشكل هائل وأثبتوا جدارتهم بثقة المدير الفني، وربما كان أبرزهم تيمو فيرنر مهاجم لايبزغ. فقد تألق اللاعب وسجل ثنائية للمنتخب في المباراة التي انتهت بالفوز على نظيره الكاميروني 3 - 1 أمس الأحد في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية، والتي تأهل المنتخب الألماني من خلال تصدرها إلى الدور قبل النهائي حيث يلتقي نظيره المكسيكي الخميس المقبل في سوتشي. وقال فيرنر عقب التسجيل للمرة الأولى بقميص المنتخب «ببساطة كان لدينا الإصرار والعزيمة على الفوز بالمباراة. وأنا سعيد بتسجيل أول هدفين لي (مع المنتخب). الجميع رأوا أننا فريق جيد وقادر على التحدي». وكان فيرنر (21 عاما) قد واجه بداية صعبة في مشواره مع المنتخب الألماني حيث وجهت له صيحات الاستهجان خلال مباراة سان مارينو ضمن تصفيات كأس العالم. وقال فيرنر في تصريحات لمجلة «كيكر» الألمانية قبل انطلاق كأس القارات «هدفي هو أن تشعر الجماهير الألمانية بالسعادة لرؤيتي بقميص المنتخب. أن يقولوا إنهم سعداء لتواجد هذا اللاعب الذي سجل، على سبيل المثال، هدف الفوز للمنتخب في الدور قبل النهائي بكأس العالم».ولا يزال فيرنر أمامه طريق طويل لضمان المشاركة ضمن المنتخب في كاس العالم 2018 بروسيا، ولكن المؤشرات المبكرة تتجه نحو أنه ربما يمثل الحل الذي يبحث عنه لوف منذ اعتزال هداف المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه. فهو أكثر مهارية من ساندرو فاغنر كما أنه مهاجم صريح أكثر من لارس ستيندل، ويصب صغر سنه في مصلحة فرصه على المدى البعيد. وقال لوف «تيمو (فيرنر) اثبت خطورته وحسه التهديفي. كلا الهدفين كانا رائعين، وكانت اللمسة الأخيرة مميزة. لقد قدم عملا هائلا واستحق تسجيل الثنائية». واحتاج فيرنر إلى أربع مباريات دولية لتسجيل أول أهدافه بقميص المنتخب، ولكن هذه المعاناة البسيطة يمكن أن تصب لمصلحته أيضا.وقال أوليفر بييرهوف مدير المنتخب الألماني «من المهم بالنسبة لنا خلال هذه البطولة أن نرى كيفية رد الفعل في المواقف الصعبة. أن نرى قدرة اللاعبين على المضي قدما عندما لا تسير الأمور بشكل جيد». ولم يكن فيرنر هو المتألق الوحيد من بين العناصر الشابة في صفوف المنتخب الألماني، فقد استغل ستيندل أيضا الفرصة وسجل في المباراتين أمام أستراليا وتشيلي كما سجل لاعب خط الوسط ليون غوريتسكا في شباك أستراليا.واستغل لاعب خط الوسط كريم ديميرباي فرصة مشاركته للمرة الأولى ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب، وسجل الهدف الأول في شباك الكاميرون في مباراة الكاميرون. ورغم أن الهدف الرئيسي للمنتخب الألماني لا يزال يتمثل في الحفاظ على لقب كأس العالم في العام المقبل، أبدى اللاعبون الشبان بالمنتخب الألماني حماسا شديدا خلال البطولة الحالية وطموحا حقيقيا في التتويج بلقبها. وقال فيرنر «نحن لسنا هنا من أجل المركز الثاني أو الثالث أو الرابع... إننا الآن نتطلع للفوز في الدور قبل النهائي وكذلك النهائي».ويتوقع لوف أن مباراة فريقه المقبلة أمام المنتخب المكسيكي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس القارات ستكون صعبة، مؤكدا أن وصوله لنصف نهائي البطولة مع فريق مكون من لاعبين شباب يعد إنجازا.
مشاركة :