رسالة محبة وسلام وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للعالم أجمع، من مكة المكرمة، من جوار بيت الله الحرام، مهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية تولي جل اهتمامها بأن يسود الأمن والاستقرار العالم بأسره.ولما كان الأمن والسلام والاستقرار لا يتحققان، في ظل وجود من يسفكون دماء الأبرياء، ويستبيحون الحرمات، ويعيثون في الأرض فسادا، فقد نبه خادم الحرمين الشريفين إلى ما يعانيه العالم اليوم من الإرهاب بشتى أصنافه، وكافة ألوانه وأنماطه، واصفا إياه بـ«آفة هذا العصر»، بما نتج عنه من فساد للسكينة والسلام اللذين كانا يخيمان على المجتمعات الآمنة.وذكر خادم الحرمين الشريفين في كلمته للمواطنين والمسلمين كافة بمناسبة عيد الفطر المبارك، بأن الإسلام هذب النفس الإنسانية في كافة أحوالها، وجعل من العيد فرصة عظيمة للتواصل، وبث روح التسامح والألفة والتكافل بين أفراد المجتمع الإسلامي، فيجود فيه الغني على الفقير مما أنعم الله عليه من فضل، ويصفح المظلوم عمن ظلمه، ويصل ذو الرحم رحمه.وفي ذات الاتجاه قال الملك سلمان «إن المملكة العربية السعودية فتحت قلبها لضيوف الرحمن، وأشرعت أبوابها لكل القادمين إليها، معتمرين وحاجين وزائرين، وسخرت لهم كافة الإمكانات والجهود في سبيل راحتهم، وأدائهم لشعائرهم ومناسكهم، بيسر وسهولة، وأمن واطمئنان، ونحمد الله الذي أعاننا على القيام بهذا الدور في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، مواصلين بذلك جهود ملوك وحكومة هذه البلاد المباركة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله».وفيما تمضي المملكة في أداء رسالتها السامية خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما من ضيوف الرحمن حجاجا ومعتمرين وزوارا، لا يتورع الحاقدون على الإسلام والمسلمين عن محاولة استهداف المقدسات الإسلامية دون وازع من دين أو ضمير، على نحو ما حدث ليلة ختم القرآن الكريم من محاولة آثمة لاستهداف المسجد الحرام في هذه الليلة المباركة حيث يحتشد في الحرم المكي ملايين المسلمين، وهدفهم من هذا المخطط الإجرامي وفي هذه الليلة تحديدا إيقاع أكبر عدد من القتلى والمصابين بين صفوف المسلمين الخاشعين الركع السجود، يقدمون على مثل هذا العبث الشيطاني المقيت دون مراعاة لحرمة الزمان والمكان والأنفس المعصومة.وقبل هذه الحادثة بأيام كانت محاولة ضرب الوطن في اقتصاده، من خلال استهداف منصات حقل بترولي (المرجان)، إلا أن القوات البحرية تصدت لها وأحبطت مخططها التخريبي، وتم القبض على أحدها واتضح أنه محمل بالأسلحة.نعم أنّى لهم أن تتحقق أهدافهم الخبيثة، وهذه البلاد محروسة بعون الله سبحانه وتعالى، ويقودها ملك حكيم عابد زاهد، سخر وقته وجهده وكل ما يملك، ومعه عضده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من أجل حمايتها، وتنميتها، وصون مقدساتها، والسهر على راحة مواطنيها والمقيمين بها، وكل قادم إليها، وما أكثرهم على مدار العام حجاجا وزوارا ومعتمرين.ومن خلفهم رجال بواسل يحرسون ثغور الوطن وحدوده لضرب كل من يحاول الاقتراب منها مضمرا شرا، وعيون ساهرة لا تنام ترصد كل محاولة للعبث بأمننا واستقرارنا.لن يفلح الحاقدون المتربصون بنا وإن دعمهم كل الأشرار أمثال إيران وأذنابها ما دمنا متمسكين بديننا، عاملين بتعاليمه السمحة، ومتخلقين بأخلاقه العظيمة.
مشاركة :