اختارت اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إمارة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019 تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية لتكون الشارقة بذلك أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وجاء قرار لجنة الاختيار -المؤلفة من ممثلين عن رابطة الناشرين الدولية والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات واليونسكو التي اجتمعت بمقر الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في لاهاي- لإمارة الشارقة اعترافاً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستوى العربي والدولي حيث رصدت اللجنة حجم العمل الثقافي الذي تقوم به الإمارة للنهوض بالكتب والقراءة وتكريس حضورها لدى جميع أفراد المجتمع. وتختار اليونسكو منذ عام 2001 العاصمة العالمية للكتاب استناداً إلى معايير محددة حيث يمنح اللقب للمدينة التي تقدم أفضل برنامج على مدار عام بأكمله بهدف تعزيز ثقافة القراءة والكتب، وتشمل المعايير اتساع نطاق وأثر البرامج الثقافية وجودة الفعاليات التي تطرح من قبل الدول للنهوض بالكتاب والقراءة. وتعد الشارقة المدينة التاسعة عشرة على مستوى العالم التي تحصل على لقب العاصمة العالمية للكتاب بعد مدريد عام 2001 والإسكندرية 2002 ونيودلهي 2003 وأنتويرب 2004 ومونتريال 2005 وتورينو 2006 وبوغوتا 2007 وأمستردام 2008 وبيروت 2009 ويوبليانا 2010 وبوينس آيريس 2011 ويريفان 2012 وبانكوك 2013 وبورت هاركورت 2014 وانشيون 2015 وفروتسواف 2016 وكوناكرى في 2017 وأثينا 2018. وبهذا الاختيار تضيف الشارقة إلى سجلها الحافل بالإنجازات لقباً جديداً إذ نالت لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 1998 وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 وعاصمة للسياحة العربية 2015. وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين رئيس اللجنة المنظمة لملف الشارقة العاصمة العالمية للكتاب «نحن فخورون بحصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 إذ يعد اللقب تتويجاً لمشروع كبير أرسى معالمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة طوال العقود الأربعة الماضية وقاد فيه جهود مؤسسات وأفراد كبيرة وضعت المعرفة والثقافة كهوية حضارية لإمارة الشارقة فبات الكتاب في الشارقة سبيل المجتمع للارتقاء والنهوض والحوار وجسر عبور لمختلف دول العالم». وأضافت الشيخة بدور القاسمي أن هذا الاختيار لا يشكل تكريماً للشارقة وما أنجزته على مستوى تعزيز ثقافة القراءة وحسب وإنما يتجاوز ذلك ليشكل تكريماً للثقافة العربية أمام دول العالم إذ ظل صاحب السمو حاكم الشارقة يؤكد أن المعرفة خيار إنساني يتجاوز الفنون والآداب لتكون مساحة من الحوار الأساسي بين العالم العربي بكل ما يكتنزه من تاريخ وتنوع ثقافي وما يقابله من ثقافات العالم سواء الغربية منها أو الشرقية فنجحت الشارقة في التحول إلى محرك معرفي يقود حزمة من المشاريع والبرامج الاستراتيجية التي تتجسد في قول صاحب السمو حاكم الشارقة «الثقافة رسالة للارتقاء بالذات وتهذيب النفس والسمو بالإنسان إلى مدارج الرقي والتسامح والتآخي بين البشر والتعليم هو المفتاح الرئيسي للولوج في آفاق التطور والتقدم».
مشاركة :