Image caption أبو ربيعة يقول إنه لا يزال يعاني بسبب قصف خان شيخون نددت روسيا بتحذير الولايات المتحدة بأنها ستقصف سوريا إذا استخدمت قوات الحكومة أسلحة كيمياوية. وكان البيت الأبيض قد قال في بيان شديد اللهجة إن القوات السورية فيما يبدو تتأهب لهجوم من هذا النوع، وإنها إذا فعلت ذلك فسوف تدفع ثمنا باهظا.تحليل تحذير "جلي" - جوناثان ماركوس، مراسل شؤون الدفاع والدبلوماسية بي بي سي التحذير العلني للحكومة السورية من استخدام أسلحة كيمياوية أمر غير معتاد. ومثل هذه الخطوة، التي لابد أنها تعتمد على معلومات استخبارية مفصلة، يحتمل أن الولايات المتحدة تلقتها سرا عبر قنوات دبلوماسية. ويتطلب استخدام الأسلحة الكيمياوية استعدادات مفصلة من قبيل تحرك وحدات خاصة، ونقل الأسلحة إلى قاعدة يمكن استخدامها منها، وهكذا .. وهذه جميعا أمور يمكن رصدها بواسطة الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة عن بعد. ويهدف التحذير بوضوح إلى التنبؤ بمثل هذا الهجوم، والقول بجلاء إنه إذا تجاوزت الحكومة السورية هذا الخط - كما فعلت في أبريل/نيسان - فإن الولايات المتحدة سوف ترد باستخدام القوة. لكن السياق هذا المرة مختلف. فهناك توتر متزايد بين الولايات المتحدة والقوات الموالية للرئيس الأسد. وأي قصف أمريكي الآن قد يخاطر بانخراط واشنطن أكثر في الصراع. لكن التحذير الصادر عن البيت الأبيض واضح وجلي. ووصف الكرملين الثلاثاء التهديد الأمريكي بأنه "غير مقبول". وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين "ليس لدينا أي معلومات عن التهديد باحتمال استخدام أسلحة كيمياوية". وأضاف "نحن نعد مثل هذه التهديدات للقيادة الشرعية لسوريا غير مقبول". وقد أنحت الولايات المتحدة باللوم على الحكومة السورية في هجوم كيمياوي سابق وقع في أبريل/نيسان، وقتل بسببه عشرات الأشخاص. وأفضى إلى رد ثأري أمريكي بالصواريخ على قاعدة جوية عسكرية سورية. وقال البيت الأبيض إن أنشطة مماثلة كانت قد رصدت قبل قصف موقع تابع لمسلحي المعارضة في أبريل/نيسان بقنابل تحوي غاز السارين للأعصاب. وقتل في الهجوم عشرات الأشخاص، مما حدا بالرئيس ترامب إلى الأمر بضربة صاروخية على قاعدة جوية سورية.الرجل الذي نجا من الهجوم الكيمياوي وقال الرئيس السوري، بشار الأسد، آنذاك إن الحادثة مفبركة. وقالت روسيا وقتها إن ما حدث هو أن غارة جوية ضربت مستودعا مليئا بالذخيرة الكيمياوية، تابعا للمسلحين، مما أدى إلى انبعاث غازات سامة في الجو - وقد رفض مسلحو المعارضة والقوى الغربية هذا التفسير. وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان إن الولايات المتحدة "رصدت استعدادات محتملة لهجوم كيمياوي آخر للحكومة السورية، قد ينتج عنه قتل جماعي للمدنيين، منهم أطفال أبرياء". "وتماثل تلك الأنشطة ما حدث في 4 أبريل 2017" في خان شيخون. ولم يقدم البيت الأبيض أي دليل يدعم ما يقوله، أو تفاصيل أخرى. غير أن وكالة أسوشيتيدبرس نقلت عن مصدر غير حكومي مقرب من البيت الأبيض قوله إن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخبارية تفيد بأن قوات الحكومة السورية تمزج عناصر كيمياوية إعدادا لهجوم محتمل بالسارين إما في شرق البلاد وإما في جنوبها. وقالت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن روسيا وإيران - حليفتي سوريا - ستتحملان مسؤولية أي هجوم.مصدر الصورةGetty Images/US NAVYImage caption أمريكا قصفت سوريا بالصواريخ في أبريل/نيسان لكن المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع أخذا على حين غرة ببيان البيت الأبيض، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية، مما يشير إلى عدم استشارتهم مقدما. ولم يرد أي رد فوري من الحكومة السورية. غير أن الرئيس السوري ما زال ينفي استخدام أي أسلحة كيمياوية، ويقول إن ترسانة الأسلحة الكيمياوية دمرت تماما كجزء من الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة بعد الهجوم بغاز السارين الذي وقع في ضواحي دمشق في 2013 على موقع لمسلحي المعارضة.
مشاركة :