استبشر أهالي محافظة الداير بني مالك شرق منطقة جازان خيرا، عندما شرعت شركات الاتصالات في تركيب أبراج الجوال على قمم الجبال وفي سفوح الأودية بعدما ظلت قرى المنطقة منعزلة لسنوات طويلة لعدم وجود شبكة اتصالات أرضي أو جوال، إلا أن هذه الأحلام سرعان ما تبددت وتحولت لسراب ووهم لضعف الخدمة المقدمة. وأوضح لـ«عكاظ»عدد من الأهالي، أن سكان 450 قرية في محافظة الداير، ينتظرون بفارغ الصبر تدخل الجهات المسؤولة لوضع حد نهائي للخدمة الرديئة التي تقدمها شركات الاتصالات، وأن اصواتهم بحت في المطالبة بتقوية الشبكة وتحسينها في المحافظة لكن دون جدوى، وبينوا أن كافة قرى وهجر محافظة الداير بني مالك تعاني من انقطاع الاتصالات وخدمة الإنترنت رغم انتشار الأبراج في قمم الجبال. وذكر عميد عمادة شؤون المكتبات بجامعة الملك خالد سعيد بن قاسم المالكي، إن شركات الاتصالات تتجاهل كثيرا مطالب المواطنين في توفير الخدمة بالشكل الصحيح، ويضيف «نعاني من انقطاع الاتصالات بشكل يومي وكذلك خدمة (الإنترنت الجيل الثالث والجيل عالي السرعة (الجيل الرابع)، في الوقت الذي أصبح فيه أغلب المواطنين يعتمدون على خاصية الإنترنت في مواصلة التعليم بالجامعات عبر التعليم عن بعد، وما يثير الدهشة أن خدمة (الجيل الثالث) نشاهده على الهواتف النقالة ولكن بشكل وهمي». وتابع المالكي «كافة مناطق المملكة تنعم بخدمة (الجيل الثالث والجيل الرابع ) ونحن مازلنا نقبع في مؤخرة الركب»، وطالب باستحداث أفرع لخدمات المشتركين للاتصالات السعودية وموبايلي وزين في المحافظة.ومن جهتها، أوضحت فاطمة المالكي معلمة بإحدى مدارس المحافظة، أن أغلب سكان محافظة الداير بني مالك من فئة الشباب وبعضهم من مستفيدي برنامج (حافز) ويتطلب الأمر تحديث بياناتهم بشكل أسبوعي، وفي حال انقطاع خدمة الإنترنت وعدم تحديثهم للبيانات يتعرضون للحسم غير المبرر. وطالبت المالكي، شركات الاتصالات بافتتاح مكاتب للاشتراكات يضم أقساما نسائية لتوفير الخدمة وراحة للنساء، خاصة وأن بعضهن يتجهن إلى محافظة الداير أو مدينة جازان لتحديث بياناتهن، علما أن المسافة ما بين منطقة جازان والمحافظة تتجاوز الـ 100 كم. وفي نفس السياق، قال المواطن علي حسن العزي، إن شركات الاتصالات عجزت عن تقديم خدمات هاتفية بجودة عالية، ولكنها في المقابل نجحت وبامتياز في استنزاف أموالنا بغير وجه حق على حد قوله. إلى ذلك، أوضح لـ«عكاظ» محافظ الداير بني مالك محمد بن هادي الشمراني، أن المحافظة تعاني من ضعف شديد في شبكة الاتصالات وقلة في الأبراج وانعدام للخطوط الأرضية لشبكة الهاتف، وبين أن المحافظة لا تمتلك سوى خط اسقاط وحيد يتكرر انقطاعه بشكل مستمر ويعطل الكثير من معاملات الدوائر الحكومية. وأضاف «ناقش المجلس المحلي مشكلة ضعف خدمات الهاتف في أكثر من جلسة، وتم مخاطبة إمارة منطقة جازان بهذا الخصوص التي بدورها خاطبت الجهات المعنية».
مشاركة :