تتواصل الإثارة في منافسات دور المجموعات لكأس العالم، حيث سيكون عشاق الساحرة المستديرة على موعد مع ثلاث مباريات، ستكون الأولى في السابعة من مساء اليوم الاثنين والثالثة في الواحدة من صباح الغد، وستكون المباريات على النحو التالي: ألمانيا × البرتغال يبدأ المنتخب الألماني مسعاه للتخلص من عقدة المركز الثالث بموقعة نارية تجمعه بنظيره البرتغالي اليوم الاثنين على ملعب «أرينا فونتي نوفا» في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة. وتحلم ألمانيا باستعادة كأس العالم الغائبة عن خزائنها منذ 24 سنة، وبالتخلص من عقدة السقوط في الأمتار الأخيرة، حيث وصلت إلى نهائي 2002 وحلت ثالثة في نسختي 2006 و2010 في العرس الكروي العالمي، إضافة إلى وصولها لنهائي كأس أوروبا 2008 ونصف نهائي كأس أوروبا 2012. ولكي يحقق «ناسيونال مانشافت» مبتغاه عليه أن يثبت جدارته أمام نظيره البرتغالي في مباراة ستكون إعادة لمواجهتيهما على المركز الثالث في مونديال 2006 حين فاز الألمان على أرضهم 3-1، والدور الأول من كأس أوروبا 2012 حين فازوا مجددًا بنتيجة 1-صفر هذه المرة. ومنذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974 والثالث الأخير في 1990، لم تضطر ألمانيا إلى الانتظار لمدة 24 عامًا لكي تتذوق طعم التتويج في الحدث العالمي. والمفارقة أن بعض أعضاء الفريق، على غرار الموهوب ماريو جوتسه، لم يكونوا قد أبصروا النور في 1990 عندما قاد لوثار ماتيوس تشكيلة المدرب فرانتس بكنباور إلى اللقب. عمل لوف في الماضي على تعزيز التماسك بين لاعبيه، لكن الإصابات ونقص اللياقة البدنية يؤرقان المدرب: «يجب أن نعمل على المرونة والتنويع. نحن بحاجة دومًا لإستراتيجيات بحال الضرورة خلال المباريات، لكن يجب أن نحسن مرتداتنا بحال استرجاع الكرة. لم نطبق ذلك جيدًا على غرار مونديال جنوب إفريقيا والفترة التي تلته». اعتادت ألمانيا تاريخيًا خوض المونديال في ظل إصابات بعض نجومها، ففي 2006 عانى ميكيال بالاك إصابة في ساقه وخضع لام لجراحة في مرفقه، وفي 2010 استبعد بالاك بعد خطأ عنيف من الغاني كيفن برنس بواتنغ في نهائي كأس إنجلترا، كما غاب الحارس الأساسي رينه أدلر بسبب ضلوعه المكسورة. وتلقت ألمانيا ضربة كبرى بغياب المهاجم ماركو رويس عن النهائيات بسبب الإصابة وقد عوضه لوف بضم لاعب سمبدوريا الإيطالي شكودران مصطفي بدلًا منه. يعول لوف في خط الوسط على صانع ألعاب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل الذي يسعى إلى تناسي ما اختبره من صعوبات مع المنتخب الألماني، وآخرها في المباراة التحضيرية ضد الكاميرون (2-2)، حيث وجهت إليه صافرات الاستهجان، وهو طالب بالحصول على المزيد من الاحترام. وفي معسكر البرتغال الساعية إلى تكرار إنجازي 1966 و2006 حين حلت ثالثة ورابعة على التوالي، تتجه الأنظار إلى رونالدو، المتوج مع ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا، لمعرفة إذا كان سيشارك في المباراة وهو الأمر المرجح بعد خوضه كامل تمارين فريقه أمس السبت. وعانى رونالدو من إصابات في ساقه وفخذه هددت مشاركته في مباراة الاثنين ضد أبطال العالم ثلاث مرات، لكنه عاد إلى التمارين وشارك في مباراة الثلاثاء الودية ضد إيرلندا (5-1) في ايست راثرفورد (نيوجيرزي الأميركية)، حيث لعب 67 دقيقة وبدا غير متأثر بالإصابة التي يبدو أنها عاودته الخميس، حيث شارك لمدة 15 أو 20 دقيقة مع زملائه في التمارين البدنية قبل أن ينسحب عند بدء التمارين بالكرة. لكنه طمأن الجمهور البرتغالي بخوضه تمارين السبت لكنه كان حذرًا في التحرك تجنبًا لأي انتكاسة جديدة قد تحرمه من التواجد مع منتخب بلاده في مستهل مشاركته السادسة في العرس الكروي العالمي الذي بلغته بصعوبة، إذ اضطرت وللمرة الثانية على التوالي إلى خوض ملحق مؤهل. فبعد البوسنة والهرسك في 2010، نجحت البرتغال في تخطي السويد 4-2 بمجموع المباراتين برباعية حملت إمضاء رونالدو ليقصي الـ «دون» ورفاقه كتيبة زلاتان إبراهيموفيتش. ويعول المدرب باولو بينتو إلى جانب رونالدو على المدافعين بيبي (ريال مدريد) وبرونو الفيش (فنربخشة التركي) ولاعبي الوسط الموهوب جواو موتينيو (موناكو الفرنسي) وميغيل فيلوسو (دينامو كييف الأوكراني) وجناح مانشستر يونايتد الإنجليزي ناني، لكنه لطالما افتقد إلى رأس الحربة الفتاك في ظل تواضع هلدر بوستيغا (لاتسيو الإيطالي) وهوغو الميدا (بشيكتاش التركي). غانا × أمريكا ويلتقي المنتخبان الغاني والأميركي اليوم الاثنين في مواجهة ثأرية على ملعب «داس دوناس أرينا» في مدينة ناتال في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة. وكان المنتخبان التقيا في النسخة قبل الأخيرة في ألمانيا عام 2006 وفازت غانا 2-1 في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول والتي منحتها بطاقة التأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى ثمن النهائي قبل أن تخرج على يد البرازيل بثلاثية نظيفة، ثم في النسخة الأخيرة في جنوب إفريقيا وتحديدًا في الدور ثمن النهائي وحسم ممثلو القارة السمراء النتيجة في صالحهم 2-1 بعد التمديد بهدف لجيان أساموا (93) في طريقهم إلى إنجاز تاريخي ببلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى علمًا بأنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من دور الأربعة لولا إهدار جيان لركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في الوقت الإضافي أمام الأوروغواي قبل الخسارة بركلات الترجيح 2-4 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1). وشاءت الأقدار أن يلتقي المنتخبان مرة أخرى في كأس العالم وفي مباراة مصيرية لأن الفائز فيها سيعزز حظوظه في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة التي تبدو الحظوظ فيها كبيرة لكل من ألمانيا والبرتغال اللتين تلتقيان غدًا أيضًا على ملعب «أرينا فونتي نوفا» في سالفادور دي باهيا. في المقابل لن يكون المنتخب الغاني لقمة سائغة أمام الولايات المتحدة وهو الساعي إلى مواصلة تألقه في العرس العالمي وتكرار إنجاز النسخة الأخيرة عندما بلغ ربع النهائي وأصبح ثالث منتخب إفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد الكاميرون والسنغال. وهي المشاركة الثالثة على التوالي لغانا في النهائيات بعد الأولى عندما بلغت ثمن الهائي والثانية عندما بلغت ربع النهائي. وتخوض غانا المونديال بتشكيلة أكثر خبرة مع عودة مايكل إيسيان صاحب الخبرة الرهيبة في الملاعب الأوروبية. عاد إيسيان (32 عامًا) الغائب عن نسخة 2010 بسب الإصابة، عن اعتزاله بعد حملة وطنية قادها الفيس إفريي أنكراه وزير الشباب والرياضة بشخصه لأن «البلد يحتاج إليه أكثر من أي وقت»، فكانت دعوته لمواجهة زامبيا في سبتمبر 2013 مفاجئة. نيجيريا × إيران تحتاج نيجيريا أو إيران إلى إنجاز كبير للتأهل إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم، لذا ستكون نقاط مواجهتهما الثلاث اليوم في كوريتيبا على ملعب «أرينا دي بايكسادا» بالغة الأهمية ضمن الجولة الأولى من الدور الأول. وقع المنتخبان الإفريقي والأسيوي في مجموعة سادسة تضم الأرجنتين أحد أبرز المرشحين لإحراز اللقب والبوسنة والهرسك الجديد على الساحة العالمية لكن تضم في صفوفها أكثر من نجم في الملاعب الأوروبية. تخوض إيران مونديالها الرابع ولم تتذوق بعد طعم الأدوار الإقصائية، مقابل خمس مشاركات لنيجيريا بلغت فيها الدور الثاني مرتين في 1994 و1998. تدخل إيران النهائيات وهي تبحث عن «الإنجاز المستحيل»، أي محاولة تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخها. غابت إيران عن نهائيات جنوب إفريقيا 2010 وحصلت على نقطة واحدة من مشاركتها الأخيرة في ألمانيا 2006 ولم تحقق سوى فوز واحد في أربع مشاركات (الأولى كانت عام 1978) وكانت في فرنسا 1998 على حساب «عدوتها» الولايات المتحدة (2-1). من جهتها، تبحث نيجيريا عن تجنب سيناريو مغامرتيها الأخيرتين في كأس العالم فقد فرض الاتحاد المحلي على لاعبيه قواعد تصرف بهدف تجنب ما اختبره «النسور الممتازة» في حملاتهم السابقة، حيث دخلوا في مشاكل متعلقة بالمكافآت وبالتشكيلات. المزيد من الصور :
مشاركة :