توفي وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس، فجر أمس، بمستشفى أفيسين في باريس، وسيتم تشييعه هناك، في انتظار أن تتمكن عائلته من دفنه في دمشق. ونعى فراس طلاس نجل وزير الدفاع ورجل الأعمال السوري والده عبر صفحته في »فيسبوك«، وكتب: »أنعي إليكم وفاة والدي العماد مصطفى طلاس في باريس، بعيداً عن بلده الذي أحب. وكان طلاس، الذي استقر قبل خمس سنوات في باريس، حيث تقيم إحدى بناته، نقل إلى المستشفى قبل 12 يوماً، إثر كسر في عظم الساق، وكان قد بقي بمنأى عن النزاع السوري منذ اندلاعه في 2011، ولم يعلن أي موقف إزاءه برغم انشقاق ابنه مناف في .2012 وصف بأنه »النموذج السني المطلوب « الذي ملك المواصفات المطلوبة لقيادة سوريا بعد الإطاحة بالأسد، إذ يعد طلاس أبرز شخصيات الحرس القديم في النظام ويلقب ب»أبو النياشين« لحصوله على أكبر عدد منها، ويعتبر أحد قادة حرب أكتوبر 1973 على جبهة القنيطرة والجولان. ميزته المهمة أنه يشكّل النموذج المثالي لكيفية اختيار الرئيس حافظ الأسد لشخصيات تمثل الطائفة السنية، لكي يجمّلوا نظامه، ويبعدوا عنه شبهة الطائفية، التي عمل على ترسيخها طيلة عقود حكمه. فكان طلاس الرجل السني الأول في نظام عائلي يقوده الأسد وأبرز مسؤوليه العسكريين والأمنيين من الطائفة العلوية. وفي هذا السياق يؤكد ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق والخبير في الشؤون السورية آلان شوييه أن طلاس قام بدور محدود في وضع الاستراتيجية العسكرية للجيش السوري التي كان يحددها حافظ الأسد والضباط العلويون، مشيراً إلى أنه كان يلعب دوراً في مجال العلاقات العامة أكثر منه عسكرياً، وكان »مقرباً من الاتحاد السوفيتي السابق والإدارة الروسية. ينحدر مصطفى طلاس من بلدة الرستن في محافظة حمص، وهو من مواليد 11 مايو 1932، ولديه أربعة أولاد، هم مناف وفراس وناهد وساريا. انضم إلى حزب البعث عام 1947، واشترك في فبراير 1966 في الانقلاب الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ وعين بعدها قائداً للمنطقة الوسطى، وكان من أبرز المقربين من حافظ الأسد منذ تسلّمه السلطة في سوريا في بداية السبعينات، وقد عين وزيراً للدفاع في 1972، ليبقى في منصبه هذا طوال ثلاثة عقود من الزمن حتى عام 2004، أي بعد أربع سنوات على وصول بشار الأسد إلى سدة الرئاسة. كما شغل هذا المنصب إضافة إلى منصب نائب القائد العام للجيش ونائب رئيس مجلس الوزراء. وصف بأنه »الرجل الثاني« خلال حكم حافظ الأسد، ويُتهم بمسؤوليته عن مجزرة حماة التي افتعلها الأسد بقيادة شقيقه رفعت، وبأوامر مباشرة من طلاس. وفي مقابلة نادرة مع الصحيفة الألمانية دير شبيغل في 2005، برر طلاس الهجوم على حماة عام 1982، رداً على تمرد مسلح نفّذته جماعة »الإخوان المسلمين«، إذ قال »استخدمنا السلاح للوصول الى السلطة.. وأي أحد يريد السلطة فعليه أن يأخذها منا بالسلاح«، مشيراً إلى تنفيذ 150 حكماً بالإعدام أسبوعياً في دمشق وحدها في ذلك الحين. كتب طلاس مؤلفات عدة، بينها »فطير صهيون« في 1983، والذي اتُهم جراءه في الدول الغربية بمعاداة السامية. كما كتب مذكراته في عام 1990 بعنوان »مرآة حياتي.« كان طلاس من أشد المعجبين بالممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا، حتى أنه طلب في 1983 من الميليشيات اللبنانية عدم التعرض للقوات الإيطالية الموجودة في لبنان. وقال في إحدى المقابلات إن السبب خلف ذلك هو »كي لا تذرف دمعة من عيني جينا لولو بريجيدا«. (ا. ف. ب)
مشاركة :