واشنطن، موسكو - وكالات - حذر البيت الابيض من أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد قد تكون تعد لشن هجوم كيماوي جديد، مهدداً برد مشابه للضربة التي نفذتها القوات الاميركية بداية ابريل الماضي على مطار الشعيرات في حمص وسط سورية.وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية شون سبايسر، في بيان فجر أمس، إن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء».وأضاف ان الانشطة التي رصدتها واشنطن «مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيماوي في 4 ابريل» الماضي على خان شيخون في إدلب، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية غير مسبوقة شملت اطلاق 59 صاروخ «كروز» على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام.وتابع سبايسر «كما قلنا سابقاً فإن الولايات المتحدة موجودة في سورية للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في العراق وسورية (...)، لكن إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي الى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً».من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة نيكي هايلي إن «أي هجوم جديد يستهدف المدنيين السوريين سيتحمل مسؤوليته الاسد، وكذلك روسيا وإيران اللتان ساعدتاه على قتل شعبه».وفي حين لم يقدم المسؤولون الأميركيون أي تفاصيل إضافية عن الهجوم الكيماوي المحتمل، قال مسؤول مطلع على معلومات استخباراتية لوكالة «رويترز» إن ضباط استخبارات أميركيين ومن الحلفاء حددوا منذ فترة مواقع عدة يشتبهون أن الحكومة السورية تخبئ فيها أسلحة كيماوية حديثة الصنع عن المفتشين.واستند التقييم في جزء منه على المواقع والإجراءات الأمنية المحيطة بالمواقع المشتبه بها ومعلومات أخرى رفض المسؤول الكشف عنها، بيد أنه أوضح أن تحذير البيت الأبيض استند إلى تقارير جديدة لما وصف بأنه نشاط غير طبيعي ربما يكون له صلة بتحضيرات لهجوم كيماوي.في المقابل، نددت روسيا بتهديدات واشنطن للنظام السوري واعتبرتها «غير مقبولة».وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف «نعتبر مثل هذه التهديدات ضد الحكومة السورية غير مقبولة»، مضيفاً انه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها.واعتبر أنه «لا يمكن تحميل مسؤولية» الهجوم في خان شيخون إلى القوات السورية طالما لم يتم فتح «تحقيق غير منحاز»، مضيفاً «إذا لم يحصل تحقيق، فإن اتهام الاسد غير ممكن وغير شرعي وغير عادل».وتسبب هجوم يشتبه بأنه كيماوي في خان شيخون بمحافظة ادلب بمقتل 88 شخصاً بينهم 31 طفلا، واستدعى ردود فعل دولية منددة حملت مسؤوليته للنظام السوري.وكان لافتاً أن التحذير الأميركي صدر بعد ساعات من اتصال هاتفي جرى مساء أول من أمس، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي ريكس تيلرسون.وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «لافروف طلب من واشنطن اتخاذ إجراءات للحؤول دون حصول استفزازات تستهدف القوات الحكومية السورية التي تقوم بعمليات ضد الارهابيين».وجاء هذا الاتصال بعيد اعلان الجيش الاسرائيلي استهدافه مواقع للنظام السوري، لليوم الثالث على التوالي، رداً على قذائف سقطت في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل والقريبة من مناطق الاشتباكات بين قوات الاسد والفصائل المسلحة.ميدانياً، قتل 57 شخصا غالبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف سجناً لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين بدير الزور شرق سورية.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، أمس، «استهدفت طائرات التحالف الدولي فجر الاثنين (اول من أمس) سجناً يتبع للجهاز الامني في تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة الميادين» بريف دير الزور الشرقي، ما اسفر عن مقتل «42 سجينا مدنيا اعتقلهم التنظيم لاسباب عدة».وقتل أيضاً في القصف، وفق عبد الرحمن، «15 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية هم 11 سجيناً وأربعة حراس».وكان السجن يضم نحو مئة معتقل ومقسم إلى جزأين أحدهما مخصص للمدنيين وآخر للمعتقلين «الدواعش».وعرض التنظيم جثث القتلى في أحد شوارع المدينة، حسب المرصد.من جهة أخرى، ترك وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الباب مفتوحا أمام احتمال تقديم مساعدة لأمد أطول لـ«وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تشكل العمود الفقري لقوات «قسد»، قائلاً إن الولايات المتحدة ربما تحتاج إلى إمداد هذه القوات بأسلحة ومعدات حتى بعد استعادة الرقة من تنظيم «داعش».وكانت تركيا أعلنت قبل أيام أن ماتيس أكد لها في رسالة أن الولايات المتحدة ستسترد الأسلحة التي قدمتها لهذه القوات فور هزيمة «داعش».وفي أول تصريح له بشأن الأمر، لم يناقض ماتيس هذا الكلام بشكل مباشر، وقال للصحافيين أثناء سفره بالطائرة إلى ألمانيا، أمس، عندما سئل عن استرداد الأسلحة «سنفعل ما بوسعنا»، مشيراً إلى أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» مسلحة بشكل جيد حتى قبل أن تقرر الولايات المتحدة في الشهر الماضي تقديم المزيد من الأسلحة إليها، في إطار معركة تحرير الرقة.وأكد الوزير الأميركي أن المعركة ضد التنظيم ستستمر حتى بعد استعادة الرقة.
مشاركة :