أعلن البيت الأبيض، مساء الاثنين، أنه رصد لدى قوات الرئيس السوري بشار الأسد «استعدادات» محتملة لشن هجوم كيماوي جديد، محذراً الأسد وجيشه من أنهما سيدفعان «ثمناً باهظاً» في حال نفذا مثل هذا الهجوم، فيما أعلنت موسكو رفضها اتهامات البيت الأبيض وتهديداتها للحكومة السورية، معتبرة أنها غير مقبولة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية شون سبايسر، في بيان، إن «الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء». وأضاف أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن «هي مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيميائي في 4 إبريل/نيسان». وتابع المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية «كما قلنا سابقاً فإن الولايات المتحدة موجودة في سوريا للقضاء على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا... ولكن إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً». وقال البيت الأبيض، أمس، إنه عمل مع جميع الجهات الأمريكية «المعنية» بشأن التحذير الموجه لسوريا. وقالت سارا ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض «نريد أن نوضح أن جميع الوكالات المعنية... شاركت في العملية من البداية» مشيرة إلى مشاركة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية (سي. آي. إيه). وأضافت «أي تسريبات مجهولة تفيد بعكس ذلك غير صحيحة». من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، أصدرت تحذيراً إلى سوريا بعدما شاهدت استعدادات مماثلة لأنشطة حدثت قبل هجوم في إبريل/نيسان. وأبلغت جلسة لمجلس النواب بأن الإدارة لم تقصد بتحذيرها الحكومة السورية فقط، وإنما روسيا وإيران. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس، أن التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة إلى النظام السوري، يعود إلى نشاط مشبوه للجيش رُصد في قاعدة الشعيرات الجوية السورية التي استخدمت لشن الهجوم الكيماوي السابق في إبريل الماضي. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن، جيف ديفيس «رصدنا نشاطاً في قاعدة الشعيرات... ما يؤشر إلى استعدادات لاستخدام محتمل لأسلحة كيماوية». وتابع المتحدث «نشير إلى طائرة محددة ومرآب محدد، نعرف أنهما مرتبطان باستخدام أسلحة كيماوية». وكان وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أعلن قبل صدور تصريح البيت الأبيض، مساء الاثنين، أن الولايات المتحدة لن تسمح بزجها رغماً عنها في النزاع السوري بعد إسقاط مقاتلة أمريكية مؤخراً لطائرة سورية. من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لا معلومات لديه عن هذا التهديد. وأضاف بيسكوف «لا يمكن تحميل مسؤولية» الهجوم في خان شيخون والذي أوقع 88 قتيلاً، من بينهم 31 طفلاً إلى القوات السورية طالما لم يتم فتح «تحقيق غير منحاز». وتابع «إذا لم يحصل تحقيق، فإن اتهام الأسد غير ممكن وغير شرعي وغير عادل»، مضيفاً أنه لا يعرف «الأسباب» أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها. وقال «ليست لدي أي معلومات حول أي تهديد بهجوم كيماوي»، مشيراً إلى أن مخاطر «الاستفزازات» موجودة، محملاً تنظيم «داعش» وغيره من المجموعات المتطرفة مسؤولية الهجمات الكيماوية السابقة في سوريا. وفي ما يخص تحذير واشنطن للرئيس السوري بشار الأسد من أنه «سيدفع ثمناً باهظاً» في حال الإقدام على هجوم كيماوي، قال بيسكوف: «طبعاً، نعتبر مثل هذه التحذيرات الموجهة للقيادة السورية الشرعية، مرفوضة. لكن من المهم أن نشدد على أننا نعتبر استخدام المواد الكيماوية السامة أمراً مرفوضاً وغير مقبول تماماً». (وكالات)
مشاركة :