الشارقة: «الخليج» مثل اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب عام 2019، حدثاً غير مستغرب نظراً لجهود وإسهامات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي جهود لامست وتعمقت في كافة ضروب المعرفة والثقافة، أنتجت صرحاً ثقافياً يعانق السماء، تفخر به الإمارات وكل العرب. فقد جعل سموه من الشارقة منارة ثقافية تحكي للأجيال قصة تروى وتقف شاهدة على عظمة الصرح. «الخليج» استطلعت آراء المثقفين الإماراتيين حول هذا الاختيار وما يمثله من إنجاز مهم للثقافة الإماراتية والعربية على حد سواء. إبراهيم مبارك: تتويج مستحق القاص إبراهيم مبارك تحدث عن هذه المناسبة، مؤكداً أن الشارقة تستحق هذا التتويج والاختيار تكريماً وتثميناً لجهودها الدؤوبة، وهو أمر لم يأت مصادفة بل من عمل امتد لأكثر من خمسة وعشرين عاماً.وأضاف: إنه تقدير للعمل الذي قامت به حكومة الشارقة تنفيذاً لرؤى صاحب السمو حاكم الشارقة، من أجل دعم الثقافة وصناعة الكتاب في الداخل والخارج، والمشاركة الفعالة في المعارض الدولية، مشيراً إلى أن هذا الاختيار يثبت شيئاً مهمّاً وهو أن الناس التي تعمل للثقافة ومن أجلها لا بد أن تنال ما تستحقه من مكانة وتكريم لمجهوداتها، وأنه سعيد جداً بهذا الاختيار، والإمارات كلها سعيدة به.وشدد مبارك على أن ذلك سيدفع مجهودات الشارقة من أجل الثقافة ومن أجل الكتاب إلى مستويات متقدمة، وسيزيد من مكانتها ويضيف لها عطاءً وتقدماً، فالشارقة اليوم تفوقت على مدن عريقة كانت معروفة قديماً بالاهتمام بالكتاب والثقافة، لكنها ركدت وتخلّت عن مهمتها، فأشرقت الشارقة على طريق الاهتمام بالثقافة. ماجد بوشليبي: مسألتان مهمتان الكاتب ماجد بوشليبي أوضح أن هذا الإنجاز هو بيان لمسألتين مهمّتين، أولاهما أن الشارقة اختطت سياسات حكيمة تمثلت في خط عام متصاعد في الاهتمام بالكتاب والثقافة. ذلك الاهتمام الذي بدأ كما تقول بعض الروايات التاريخية منذ القرن التاسع عشر، أي منذ ظهور أول مكتبة في الشارقة سنة 1899، وظهور الصالونات الأدبية التي ضمت كتّاب وأعيان الشارقة، ثم المكتبات المدرسية منذ سنة 1902 م.وهذا مؤشر على أن هذا التوجه للاهتمام بالكتاب والثقافة هو توجه قديم، وقد جسده وفعّله صاحب السمو حاكم الشارقة في ثمانينات القرن العشرين، عندما وضع الثقافة والمعرفة في مقدمة اهتمامات حكومة الشارقة.والمسألة الثانية تتمثل في المجهودات التي قامت بها الشارقة في سبيل الانفتاح على الثقافات العالمية من خلال دعم الترجمة واستحداث مشاريع مهمة كمشروع ألف عنوان وعنوان، والمنطقة الحرة للكتاب، وكذلك التوسع الأفقي في مجال استحداث المكتبات الذي سمح بانتشارها في كل مدن إمارة الشارقة. أحمد عبيد: خُطىً واثقة الشاعر أحمد محمد عبيد قال إن هذا الاختيار يعني أن مشروع الشارقة الثقافي الذي يركز على الاهتمام بالكتاب يسير بخطىً واثقة على النهج المرسوم له، وهو إنجاز يضاف للإنجازات المتتالية للشارقة في مجال الاهتمام بالكتاب ويعمقها، ويضيف أيضاً لمعرض الشارقة الدولي للكتاب القادم والذي الشيء الكثير. وبارك عبيد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ولكل من له علاقة بالكتاب في الإمارات بمناسبة هذا التتويج لجهودهم الثقافية التي استمرت لسنوات، وبذلت كل طاقتها من أجل تصدر المشهد الثقافي العربي والدولي. جمال الشحي: حدث مهم الكاتب والناشر جمال الشحي أكد أن اختيار اليونسكو لإمارة الشارقة، يعد خبراً مفرحاً وحدثاً مهماً، جاء في وقته كتتويج لمجهودات كبيرة وجبارة لإمارة الشارقة، حيث كانت تسعى لتكون عاصمة للثقافة في المنطقة العربية، بينما أبى الحدث إلاّ أن يكون عالمياً، على قدر أهل العزم في حكومة الشارقة، الذين جعلوا الإمارة تتبوأ هذه المكانة الثقافية العالية، حتى صارت مفخرة للدولة وكل العرب، خاصة بفضل مجهودات حاكمها المثقف المتنوّر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي جعلها تمتلك بنية ثقافية مميزة، لتكون ضمن أكبر المدن والعواصم العالمية اهتماماً بالثقافة. وصارت الشارقة تقرأ وتطبع وتهدي العالم معارف وعلوماً وثقافةً، ومنارة تجذب الأدباء والفنانين والمثقفين من كل أنحاء العالم.وشدد على أن الحدث يستحق الوقوف عنده كثيراً، لما يحمله من مضامين سامية، ومعانٍ عالية، فالشارقة قد بذلت الكثير من الجهد من أجل المعرفة والثقافة وتستحق أن تنال أعلى المنازل وأرفع الألقاب.ورأى الشحي أن البنية الثقافية التي وفرتها الشارقة استهدفت تنمية الإنسان والنهوض به، وذلك عبر تغذية العقول بالمعارف والتثقيف، فكان لذلك أكله وثماره، وانعكاسه على الإنسان، فأنتج وعياً مختلفاً. وكذلك بنية على مستوى العمران، من خلال المسارح والمهرجانات والمعارض التي أقيمت، خاصة مهرجانات المسرح والشعر والتشكيل، وبصفة خاصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، والذي صار مفخرة لكل الإمارات، والعالم العربي. ويشير إلى المجهودات الكبيرة التي توجت بهذا النجاح والتي يقف وراءها صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يستحق التهنئة بهذه المناسبة الثقافية العظيمة، وكذلك الشيخة بدور القاسمي على الأدوار العظيمة والمجهودات الجبارة التي بذلتها في سبيل الثقافة والمعرفة والفنون. شيخة المطيري: فوز متوقع الشاعرة شيخة المطيري أوضحت أن هذا الفوز كان متوقعاً، نسبة لما قدمته الشارقة من فعاليات ومهرجانات ثقافية كثيرة، تجاوزت المستوى المحلي والعربي إلى العالمي، فهي تستضيف أكبر معرض كتاب عربي، وثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، وهو تظاهرة كبرى تستقطب دور النشر وجمهور القراء من مختلف الدول، وهنالك مهرجانات المسرح، والشعر، والمعارض التشكيلية.وترى المطيري أن الإمارة ظلت تحتفي بالقراءة ودورها في تنمية الإنسان، وبحركة النشر والطباعة، عبر دعم غير محدود من صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي قدم القدوة والنموذج في النهضة الثقافية التي عمّت الشارقة وعمّت الدولة وكل العالم.وتشير إلى أن الشارقة هي عبارة عن مكتبة كبيرة، أو مركز ثقافي كبير، كل ركن فيها يحكي قصة ثقافة والحوار الحضاري. أحمد العسم: منجزات عظيمة يرى الشاعر أحمد العسم أن الشارقة تستحق ذلك اللقب وأكثر، وأن مسيرتها شاهدة على فعل ثقافي كبير لن تحتويه آلاف المجلدات والكتب، وأن التاريخ سيروي للأجيال القادمة عن تلك المنجزات العظيمة في مجال الثقافة بكل أشكالها وألوانها، وعلى مستوى المعرفة والعلوم، لأن صاحب السمو حاكم الشارقة، رجل عظيم منح أمته كنزاً ثميناً.وأكد العسم على أن الشارقة هي أول إمارة أسست مدرسة ومكتبة في الدولة، وهي أول إمارة احتفت واحتضنت العديد من المؤسسات الثقافية، والمهرجانات والمعارض ومختلف الفعاليات الثقافية، مما جعلها عبارة عن مهرجان ثقافي مستمر، تبذل فيه المجهودات الكبيرة على مستوى المعرفة، ويحتفي بالإنسان ويهتم بتنميته وإعداده لحركة نهضة كبيرة.وأشار إلى أن هذا الفوز الكبير الذي حققته الشارقة يضع على عاتق كل المثقفين الإماراتيين حملاً كبيراً، وتحدياً جباراً من أجل أن يكونوا على قدر الحدث والإنجاز المستحق.وقال الأديب علي أبوالريش إنه اختيار جاء في محله فالشارقة خلال عقدين من الزمن حققت العديد من الإنجازات الثقافية على مستوى الدولة وخارج الدولة، وهي حصن للكتاب ومفخرة لكل الكتاب والمثقفين في الشارقة وفي الوطن العربي، كما أن هذا الاختيار يعني مزيداً من المسؤولية والالتزام، ويتطلب خطوات أوسع من المؤسسات الثقافية كافة، فالشارقة كأنها ولي أمر للكتاب، على المثقفين التكاتف من أجل تحقيق المزيد، وهو اختيار لا يمثل الشارقة فقط وإنما الدولة ككل، ويجب على كافة المؤسسات الثقافية في الدولة أن تتعاون وتتعاضد للحفاظ على هذا المنجز الجميل والظهور بأفضل صورة.وأضاف الدكتور حبيب غلوم مستشار وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أن شهادتنا كإماراتيين مجروحة بالشارقة وتحديداً جهود صاحب السمو حاكم الشارقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعد أنموذجاً لكل معارض الكتب، وهو أفضل معرض عربي للكتاب ويعكس خبرة متكاملة وحرص سموه ووجوده والوقوف على أدق التفاصيل، فسموه يذهب بنفسه أثناء التحضير للمعرض للإشراف على أدق التفاصيل في هذا المعرض.وأوضح أن اهتمام سموه بالكتاب ينطلق من كونه أديبا ومفكرا ومؤلفا مسرحيا وروائيا، على علاقة وثيقة بالكتاب، وقبل أن نبارك لسموه على هذا التميز للشارقة نبارك لأنفسنا فهو اختيار يشرفنا كمشتغلين بالكتاب، وقد كنت أحضر معظم معارض الكتب على المستوى العالمي والعربي وكنت ألاحظ تميز معرض الشارقة للكتاب من حيث وجود إصدارات مهمة للشارقة، إضافة إلى طريقة العرض والتنظيم.وذكر أن هذه المناسبة هي عرس، والمتأمل من المؤسسات الثقافية ومن الفنانين والأدباء والمثقفين كبير، وعلى جميع الإدارات في المؤسسات الثقافية أن تدعم الكتاب لتحقيق مستوى عال من الجودة من حيث طباعة الكتاب بشكل فاخر يجذب القراء والاهتمام بالمؤلف الحقيقـــي والمحتــوى المستنير، وكـــــذلك الاهتمام بالكتاب الإلكتروني، ووضع ملخصات للكتب والتسويق لها عبر كافة الوسائل الإلكترونية، خاصة أن الإنسان العربي منصرف عن الكتاب الورقي، فعلى المؤسسات أن تكون ذكية وتبتكر نوعية معينة من المسابقات والإعلانات حتى تستقطب الشباب، بحيث نلفت انتباههم لوجود كتب وملخصات جميلة لها.من جهتها قالت الدكتورة نجاة مكي فنانة تشكيلية إن الإنجازات التي تمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إنجازات عظيمة، أصبحت الشارقة منارة للعلم والمعرفة وهي تستحق هذا اللقب منذ مدة طويلة، فقد حرص صاحب السمو على العلم بالدرجة الأولى وتثقيف المجتمع فأصبح في كل بيت مكتبة للأسرة ومكتبة للطفل، وهذا الاختيار للشارقة عاصمة للكتاب خبر يثلج الصدر فهو ليس خبرا عابرا أو بسيطا وإنما يمس كل فرد منا ويمس أجيالا تحمل شعلة العلم، كما أنه يضفي مزيدا من المسؤولية على الجميع، فهو ثمرة جهود وتراكمات عبر سنوات طويلة ولم يأت من فراغ ولا في يوم وليلة، وتقدمت الدكتورة نجاة مكي بالتهنئة للشارقة خاصة وللإمارات عامة على هذا المنجز الجميل.وأضافت خلود الجابري فنانة تشكيلية أن الشارقة منذ قيام الاتحاد وهي تدعم الكتاب وتهتم بالتعليم وتأسيس المدارس والجامعات وتعليم المرأة بالذات ومنهن من أصبحن قيادات عليا بالدولة، وهذا الإنجاز هو نتيجة لتراكمات وجهود كبيرة وهو نجاح يفتخر به الجميع، قائلة نأمل من المؤسسات الثقافية في الدولة إنشاء المزيد من المكتبات في الأماكن السكنية وفي المراكز التجارية وفي كل منطقة سكنية مما يدعم القراءة والكتاب، كما نأمل أيضا دعم المواهب الأدبية الشابة وتبنيها، ونشر مؤلفاتهم.
مشاركة :