أكدت الدكتورة أمل الجودر خبير تعزيز الصحة باليونيدو ورئيسة اسباير اكشن اجيفمنت للاستشارات بأنه من الملاحظ ارتفاع درجة حرارة الجو تزامنًا مع مطلع شهر يونيو 2017م بشكل كبير، إذ تجاوزت درجة الحرارة أواخر الأربعينات درجة مئوية، لافتة إلى أن مجرد التعرض المباشر لحرارة الجو وأشعة الشمس في فصل الصيف يعرض الانسان الى الاصابة بضربة الشمس التقليدية الناتجة من الحرارة، فيما يتعرض من يبذل مجهودًا عضليًا في جو حار الى ضربة الشمس الناتجة من الاجهاد البدني وتعد ضربة الشمس، من الحالات الطبية الطارئة التي تهدد حياة الأشخاص وتبقى الوقاية منها سهلة وميسرة. وأكدت في تصريح لـ(الايام) أن ضربة الشمس حالة طبية قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة على المخ والقلب والكلى اذا لم يتم إسعافها وقد تؤدي إلى الوفاة. وأوضحت الجودر أن هناك فرقًا بين درجة الحرارة الفعلية والدرجة الظاهرية، مشيرة الى ان الدرجة الفعلية هو ما تقيسه ترومترات قياس درجات الحرارة في حين الظاهرية هو ما تشعر به، حيث تعتمد الظاهرية على الرطوبة النسبية ودرجة الرياح فمن المعلوم أن الرطوبة تؤثر على عملية تبخر العرق وبذلك تشعرك بحراره اكثر مما تشير لها الدرجة الفعلية لذا دائمًا ضع في اعتبارك نسبة الرطوبة ومن الجدير بالذكر بانه هناك تطبيقات مجانية على الهواتف الذكية لقياس مؤشر الحرارة (heat index) والتي تعتمد على درجة الحرارة الفعلية والرطوبة النسبية. وأشارت إلى أن أكثر الناس عرضة للاصابة بضربة الشمس التقليدية الأطفال، وكبار السن والبدناء واصحاب الامراض المزمنة كالسكري والقلب والكلى خاصة ممن لم يألفوا الاجواء الحارة في حين يتعرض للنوع الثاني من ضربات الشمس والناتج عن المجهود البدني الشباب الرياضيون الذين يمارسون اللعب والتدريبات الرياضية في الاجواء الحارة والعمال في المنشآت أو أعمال البناء. وأفادت الدكتورة الجودر بأن الأعراض تتمثل في ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم أكثر من 40 درجة مئوية، مع صداع شديد وارتباك وتشوش بالوعي ودوخة واحمرار الجلد وجفافه في حالة الضربات التقليدية اما النوع الثاني فقد يكون الجلد حارًا ورطبًا، وسرعة النبض والنفس، والرغبة في القيء، وفقدان الوعي وتشنجات عصبية. وتابعت: «في حال كنت بمعية شخص يشتبه إصابته بضربة شمس فعليك نقل الشخص المصاب فورا إلى منطقة مظللة أو مكان بارد واطلب المساعدة الطبية في الحال، وحتى يحين نقل المصاب وإسعافه حاول خفض درجة حرارة جسمه بتخفيف الملابس التي يرتديها ورشه بالماء البارد باستمرار أو لف المصاب بقطع قماش مبللة بالماء البارد» يمكن استخدام المروحة الهوائية إذا توفرت لتلطيف درجة حرارة المصاب، وإذا كان المصاب واعيا اعطه بعض السوائل بكميات صغيرة على شكل رشفات صغيرة حتى وصول الفريق الطبي. اما الاجهاد الحراري، فأشارت د.الجودر إلى أنه أقل خطورة وأسرع استجابة للعلاج من ضربة الشمس، فيحدث نتيجة فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والأملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة مع بذل مجهود شاق، حيث تكون درجة الحرارة اكثر من 37 واقل من 40 ويشكو الشخص المصاب من صداع ودوخة وغثيان وعطش، ويلاحظ على المريض التعرق الشديد وشحوب وبرودة الجسم وقد يشكو من تقلص وألم حاد بالعضلات مع ضعف عام ويلاحظ عليه سرعة النبض والتنفس واضطراب في الرؤية، ويتم إسعاف المريض كما في إسعاف ضربة الشمس، ويستجيب المصاب بالإجهاد الحراري للعلاج خلال 30 الى 40 دقيقة، ويكون واعيا معظم الوقت ويحتاج إلى كثرة تناول السوائل الباردة وربما قد تستدعي بعض الحالات اعطائها المحلول الملحي عن طريق الحقن بالوريد. وبشكل عام دعت الجميع تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة وقت الظهيرة وقضاء المشاوير في الصباح الباكر أو بعد العصر، وينصح بالتوقف عن العمل في ساعات اشتداد الحرارة للعمالة الوافدة أي من 11 صباحًا حتى 4 عصرًا مع توفير السوائل وإعطاء فترات استراحة متكررة في مكان مظلل وبارد وإذا لم يكن الشخص معتادًا على العمل في الأجواء الحارة عليه أن يبدأ ببطء وزيادة الوقت تدريجيًا، والإكثار من شرب الماء والسوائل وإن لم يكن هناك شعور بالعطش وقد يصل احتياج الجسم إلى 10 أكواب في فصل الصيف، وللأشخاص الذين يبذلون مجهودًا في الجو الحار يجب شرب 2-4 أكواب ماء لكل ساعة من المجهود العنيف ويفضل شرب محلول الجفاف أو المشروبات الرياضية، وشرب السوائل الباردة وتجنب المثلجات التي تسبب تقلصات جدار المعدة، والإكثار من الخضراوات والفواكه لتعويض الأملاح والمعادن المفقودة في العرق وهي تحتوي على أكثر من نصف وزنها ماء، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة واختيار الألوان الفاتحة، وتغطية الرأس بالقبعة أو المظلة تحت الأشعة المباشرة للشمس، وتجنب الإكثار من شرب المنبهات كالشاي والقهوة، وأخذ قسط كافٍ من النوم والحفاظ على نشاط الجسم والغذاء السليم.
مشاركة :