«داعش» يتحصن بالخنادق في الرقة لصد «سوريا الديمقراطية»

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أخفقت «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في إحراز تقدّم جديد داخل مدينة الرقة، بفعل استماتة تنظيم داعش وتحصنه بالخنادق للدفاع عن معقله الرئيسي، لكن عملية «غضب الفرات» حققت تقدماً في جنوب نهر الفرات تحت غطاء جوي من طائرات التحالف، في وقت شهدت فيه البادية السورية تراجعاً كبيراً للتنظيم، لصالح قوات النظام التي استعادت السيطرة على مناطق واسعة.وتواصلت الاشتباكات العنيفة داخل أحياء الرقّة أمس، وأفاد ناشطون بأن «قوات سوريا الديمقراطية»، نفذت هجوماً نحو المدينة القديمة، من جهة باب بغداد في مدينة الرقة، لكنها لم تتمكن من تحقيق أي تقدم، وباء الهجوم بالفشل، مؤكدين أن التنظيم «تمكن من صد الهجوم، والمعارك أدت إلى خسائر بشرية لدى طرفي القتال».وأوضح أبو محمد الرقاوي، أحد مؤسسي تجمّع «الرقة تذبح بصمت» لـ«الشرق الأوسط»، أن «تنظيم داعش كان يستعد لهجوم (سوريا الديمقراطية) مسبقاً، واستطاع صدّه عبر مئات الألغام والسيارات المفخخة، وتحصّن مقاتليه في الخنادق»، مؤكداً أن «التنظيم يخوض معارك استنزاف مع القوات المهاجمة داخل المدينة، خصوصا أنه يستفيد من تراجع حدّة القصف الجوي، على نقاط الالتحام والمواجهات المباشرة»، لافتاً إلى أن «أبرز ضحايا القصف الجوي والمدفعي الذي تنفذه قوات التحالف هم المدنيون».أما خارج الرقة، فتستمر المعارك العنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «مجلس منبج العسكري» من جهة؛ وتنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور جنوب نهر الفرات، (جنوب الرقة)، وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «قوات عملية (غضب الفرات)، حققت تقدماً في المنطقة، وتمكنت من السيطرة على مواقع كانت تحت سيطرة التنظيم». وأشار إلى أن «القوات المهاجمة سيطرت على قرية الغوطة»، مؤكداً أن «الاشتباكات ترافقت مع قصف من طائرات التحالف الدولي على نقاط الاشتباك، ومناطق أخرى في مدينة الرقة وجنوبها»، مشيراً إلى أن «قصف قوات التحالف على بلدة القرة وجنوب نهر الفرات، أدى إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل بينهم طفل وسيدة، وسقوط عدد من الجرحى».من جهته، قال أبو محمد الرقاوي، إن «منطقة الجسر القديم عند المدخل الجنوبي لمدينة الرقة، لا تزال تحت السيطرة العسكرية لتنظم داعش»، لافتاً إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية»، تسيطر عليها نارياً، لكن تنظيم داعش لديه عدد من الخنادق والأنفاق التي تساعده على التحرك والانتقال من وإلى الرقة».وعلى محاور بادية حمص الشرقية، أدى القتال بين النظام وميليشيات موالية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم واسع في نقاط عدة في البادية، حيث استعاد السيطرة على مساحات جديدة كان خسرها في الأشهر الماضية. وأعلن «المرصد»، أن قوات النظام «باتت تسيطر على المنطقة الممتدة من حقول آرك وطريق تدمر - السخنة، وصولاً إلى الحدود السورية - العراقية، وحتى جنوب محطة (تي تو) لضخّ النفط، داخل الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، مروراً بالمحطة الثالثة ومناطق حميمة والضليعيات والسلطانية ووادي وسد الوعر، لتستعيد قوات النظام بذلك السيطرة على نحو 3500 كلم مربع من مساحة البادية السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية».وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن «التقدم السريع للنظام في البادية، مردّه إلى تراجع قوة التنظيم، ووجوده في منطقة صحراوية مكشوفة أمام الطائرات الروسية»، مؤكداً أن «مقاتلي (داعش) يتراجعون بشكل سريع إلى مدينة السخنة والبلدات المحيطة بها، وإلى جبال وعرة قريبة من هذه المناطق»، مشيراً إلى أن «تحصّن مقاتلي التنظيم في الكهوف والمخابئ الموجودة في الجبال المذكورة، قد يمكنهم من البقاء فيها لسنوات، وتصبح مسألة طردهم منها صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة، إلا إذا استخدم النظام ضدهم أسلحة كيماوية، أو قنابل محرمة دولياً».في هذا السياق أيضاً، أفادت مصادر ميدانية بأن «ميليشيات أجنبية موالية للنظام، مدعومة بعناصر نظامية تقدموا على محاور جديدة في البادية السورية، وقلّصوا نطاق سيطرة تنظيم داعش في البادية السورية، وأجبروه على الانسحاب من عدد من المناطق تحت ضغط القصف المكثف من قبل قوات النظام والطائرات الحربية». وأعلنت أن الاشتباكات «تسببت بسقوط مزيد من الخسائر البشرية في صفوف طرفي القتال، كما تمكنت قوات النظام من التقدم نحو محطة (تي تو)، التي يرجّح أن تصبح في قبضة النظام خلال الأيام المقبلة».

مشاركة :