تملك رجل الأعمال الأميركي سيلفان جولدمان اقتناع بأن فكرته ستكتسح عالم التسوق، فقبل 80 عاماً وبالتحديد في يونيو 1937، كشف جولدمان الذي كان يقيم في مدينة أوكلاهوما سيتي النقاب عن اختراعه للجمهور، وقال جولدمان وهو صاحب سلسلة متاجر السوبر ماركت «هومبتي دومبتي» في إعلان نشر في الصحف «إنها فكرة جديدة، إنها مدهشة». وظهرت في الإعلان امرأة انحنى ظهرها بفعل الإرهاق وهي تحمل سلة مشترياتها، ووعد الإعلان بأن هذا المنظر سيصبح سريعاً من ذكريات الماضي بسبب هذا الاختراع، الذي يتسم ببساطة شديدة وأيضا بالجاذبية. واليوم لا يكاد يستطيع أحد أن يتخيل وجود متجر لبيع السلع بالتجزئة أو سوبرماركت ليس بداخله سلة لتجميع المشتريات تدفع على عجلات، ولكن في ذلك الزمن تطلب الأمر بعض الوقت لإقناع الزبائن باستخدام هذه المركبة العصرية. كما دفع الاختراع عالمة الاجتماع والباحثة في شؤون الأسواق، كاثرين جراندكلمنت، لأن تعد رسالة دكتوراه حول تاريخ عربات التسوق، وكتبت في رسالتها تقول «لسوء الحظ واكب الفشل تدشين هذا الاختراع». ومن بين المشكلات التي واجهت عربة السلع في بدايتها أن الشباب كانوا يتجنبونها حتى لا يعطوا الانطباع بأنهم من الضعف بحيث لا يستطيعون حمل سلة المشتريات، كما أن النساء بالمثل كن يتحاشين استخدامها لأنها كانت تذكرهن بعربة الأطفال الرضع، أما كبار السن فقد أعربوا عن امتنانهم لهذا الاختراع الذي قدم لهم مساعدة مهمة أعفتهم من مشقة حمل المشتريات الثقيلة. غير أن جولدمان لم يثنه الاستقبال الفاتر الذي لقيته عربة السلع في بداية طرحها، إذ لجأ إلى حيلة تسويقية بارعة، فاستأجر عارضات إعلان ليدفعن مجموعة من العربات في أنحاء المتجر ويشجعن الزبائن على محاولة تجربة استخدامها، وسرعان ما انطلقت العربات بالمتاجر وانتشر استخدامها، ودشنت العربة التي انطلقت من أوكلاهوما سيتي ثورة في التسوق في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
مشاركة :