كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية تفاصيل ما يعرف بـ «مبادرة السلام الإسرائيلية» التي سبق أن بدأت ملامحها تظهر في تصريحات لأعضاء الحكومة الإسرائيلية. وأوضحت أن هذه المبادرة «ترمي إلى تحقيق حل شامل ومتعدد الأطراف للنزاع العربي- الإسرائيلي بدلاً من حل ثنائي للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي». وأضافت أنه كان من المخطط وضع هذه المبادرة على طاولة الرئيس دونالد ترامب عندما دخل البيت الأبيض للمرة الأولى في كانون الثاني (يناير) الماضي، لكن ذلك لم يحصل. ومن المقرر تسليمه المبادرة الجديدة قبل استئناف مفاوضات السلام تحت رعايته. وأفادت الصحيفة: «هذه المبادرة ستحمّل العرب بدلاً من إسرائيل، المسؤولة عن تسوية النزاع والتزام قبول حل الوسط، كما أنها ستعفي الجانب الإسرائيلي من الذنب الناجم عن استمرار النزاع، لكننا سنعمل في الوقت نفسه للتأثير في الوسيط الأميركي لتجنب تعرض تل أبيب الى الضغوط، وتوجيه هذه الضغوط بدلاً من ذلك إلى القاهرة والرياض ورام الله وغزة». وذكرت أن مبادرة السلام العربية الصادرة عن القمة العربية في بيروت عام 2002 حظيت بالقبول عبر العالم كأساس لحل النزاع، لكنها شددت على أن هذه المبادرة تمثل في حقيقة الأمر «إملاءات العرب» وتبقي إسرائيل عاجزة عن تقديم رد مناسب لتلبية احتياجاتها الأمنية الحيوية. ورأت أن مبادرة السلام الإسرائيلية ترمي إلى «وضع حد للنزاع واستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وضمان بقاء الأنظمة العربية المهددة». وأوضحت أن المبادرة الاسرائيلية تشمل تشكيل كيان فلسطيني مستقر ومزدهر «يتم تأمينه» عبر «التزامات دولية» ومن طريق تشكيل «اتحاد كونفيدرالي مع مصر والأردن»، واعتراف العرب بدولة إسرائيل و «دولة الشعب الإسرائيلي التي ستكون القدس عاصمتها»، وضمان «الغالبية اليهودية الثابتة» من طريق «الانفصال الديموغرافي» عن الفلسطينيين، مع فرض السيادة الإسرائيلية على جزء كبير من أراضي الضفة الغربية، وتجنيس اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها بفضل دعم دولي شامل، وحل «حزب الله» واستعادة استقرار لبنان، ومحاربة «نفوذ إيران المزعزع في المنطقة ووضع حد لمشروعها النووي»، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان في حل مستقبلي مع سورية. وقالت إن على إسرائيل أن تتجنب أي صدامات مع الرئيس دونالد ترامب الذي قد يجبرها على تنازلات مؤلمة أو يفرض عقوبات عليها في حال رفض الإسرائيليون التزام مشروع اتفاق تجري بلورته حالياً في واشنطن. واعتبر أن «التصرف الذكي» لإسرائيل سيدفع بترامب وزعماء الدول العربية إلى قبول الحل الإسرائيلي المقترح، وذلك من طريق التشديد على الخسائر التي سيأتي بها «حل ضيق النطاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وهي: إضعاف إسرائيل وهي أقوى وأقرب حلفاء واشنطن في المنطقة، وتعزيز مواقف الإسلام السلفي المتشدد والسماح له بتوسيع نفوذه في المنطقة، وتقوية إيران وحلفائها، ما سيؤدي لسقوط الأنظمة الأخرى تحت السيطرة الإيرانية بمثابة ما حصل في العراق بعد حرب عام 2003. أما أكبر هذه الخسائر فيتمثل في إظهار ترامب «كزعيم فاشل تسبب بتأجيج النزاع بدلاً من حله».
مشاركة :