حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أخطار «اللعبة السيئة» لواشنطن، عبر محاولات تجنيب «جبهة النصرة» الضربات، ودعا الى وضع «المخططات الخفية جانباً، وحشد الجهود في مواجهة الإرهاب». وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي عقده في موسكو أمس إن «ثمة دلائل جديدة ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية تكشف عن محاولات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لتجنيب تنظيم جبهة النصرة الضربات». وزاد أن «التجربة في مساعي مكافحة الإرهاب في سورية تركت لدى موسكو انطباعاً بأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن «يمارس نوعاً من الرحمة» حيال «جبهة النصرة» وحذر من النتائج الخطرة لـ «الانخداع بالحلة الجديدة التي أعلنتها جبهة النصرة (فتح الشام) وهذا لا يزيد على كونه لعبة سيئة للغاية يجب وضع حد لها». ودعا الوزير الروسي الى «وضع أي معايير مزدوجة وأفكار أو مخططات مخفية جانباً من أجل توجيه الجهد المشترك لمحاربة الإرهاب بلا هوادة». وذكر لافروف بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تشكيل «جبهة عالمية عريضة لمواجهة الإرهاب» معتبراً أن العمل المشترك في هذا الاتجاه يواجه عراقيل «يضعها الساعون للاصطياد في الماء العكر». من جهة أخرى، أعرب الوزير الروسي عن أمله في نجاح الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة المقررة يومي 3 و4 من الشهر المقبل، مؤكداً أن موسكو تسعى الى «توضيح الرؤية المشتركة حول مناطق تخفيف التوتر». وأكد أن العمل على توضيح كل التفاصيل الفنية المتعلقة بمناطق تخفيف التوتر مستمر على مستوى الخبراء، وزاد انه منذ الإعلان عن اتفاق إقامة مناطق خفض التوتر شهد الوضع في الأراضي المشمولة بالاتفاق، تحسناً ملحوظاً وانخفاضاً لمستويات العنف. تزامناً، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية أن «البلدان الثلاثة الضامنة لوقف النار في سورية أكدت مشاركتها في الجولة المقبلة، إضافة الى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ومبعوث أميركي بارز». وقال وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبدالرحمنوف إن البلدان الضامنة لم تؤكد بعد موافقة طرفي النزاع على حضور الجولة المقبلة، مشيراً الى اتصالات جارية في هذا الشأن. وكانت وسائل إعلام رسمية روسية أكدت وجود «خلافات واسعة» بين تركيا وإيران حول تحديد خرائط المناطق وآليات الرقابة على وقف النار فيها. ونقلت عن أوساط ديبلوماسية روسية أن موسكو تعمل على تقريب وجهات النظر لإنجاح جولة المفاوضات. على صعيد آخر، أعلن مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري فلاديمير كوجين أن الطلب على السفن الحربية الروسية «سجل ارتفاعاً ملموساً على خلفية العملية التي تنفذها القوات الروسية في سورية». وقال أمس إن «الجميع يراقب كيف تعمل سفننا هناك. الطلب في هذا المجال ازداد، وهو شديد التنوع. ولدينا حجوزات كبيرة من الفرقاطات والسفن الخفيفة». ووفقاً للمسؤول الروسي، فقد سجل الطلب على سفن خفر السواحل ارتفاعاً ملموساً بدوره، وخصوصاً «طلبات الزوارق السريعة، ووسائل خفر السواحل، والزوارق الصغيرة المزودة بطائرات من دون طيار».
مشاركة :