الأحوال السيئة لم تمنع اليمنيين من الرقص الجماعي في عيد الفطر

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الأحوال السيئة لم تمنع اليمنيين من الرقص الجماعي في عيد الفطرتحافظ أغلب محافظات اليمن على ممارسة بعض الطقوس والعادات المرتبطة بعيد الفطر، والمتمثلة بالأساس في الرقص الشعبي والرماية وتبادل الزيارات.العرب  [نُشر في 2017/06/28، العدد: 10675، ص(24)]توارث النصع أبا عن جد مأرب (اليمن) – يشكّل كل من الرقص الشعبي أو ما يصطلح على تسميته سكان اليمن بـ”البرع”، والرماية أو ما يعرف بـ”النصع”، إلى جانب تبادل الزيارات مع الأقارب، ثالوث الاحتفال بعيد الفطر في هذا البلد الذي يعاني منذ سنتين من الحرب. ويحاول اليمنيون رغم أوجاع الموت والنزوح والتهجير مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، مستغلين عيد الفطر لإضفاء مسحة من الأمل على أيامهم المثقلة بالآلام. ويعتبر البرع من أبرز طقوس العيد في المحافظات اليمنية الشمالية، حيث يجتمع الشباب والرجال في أماكن مفتوحة ويرقصون على قرع الطبول. ويلوّح الراقصون بخناجر تربط بحزام حول خواصرهم، ويسمونها الجنابي، ممسكين في أحيان كثيرة برشاشات خفيفة أو ما يعرف بالأوالي. ويقوم سكان تلك الأنحاء بمجرد انتهائهم من الرقص بوضع أهداف يتداولون التصويب نحوها، في تقليد يطلقون عليه اسم النصع، ومن يصيب الهدف يحصل على صيت واسع في القرية والمنطقة بأسرها. وقال نبيل الأوزري أحد سكان مديرية أرحب بمحافظة صنعاء (وسط)، إن “زيارة الأقارب تعد أيضا من أبرز المظاهر في منطقتنا القبلية”. وأضاف أن “الناس يخرجون ثاني أيام عيد الفطر إلى مكان واسع وكبير للرقص (البَرَع)، والنصع”. وصرح عبدالله القانصي أحد سكان مديرية بدبدة غرب محافظة مأرب بأن “المعاودة (زيارة الأقارب) تعتبر من أبرز مظاهر العيد لدينا، ومن الطقوس الواجب القيام بها”. وتابع أنّ “أبناء المنطقة يزورون جميع منازل القرية دون استثناء، ويصافحون بعضهم البعض، وفي كل بيت يقدّم صاحبه لزواره جعالة العيد (ضيافة من المكسرات والعصائر)، ويجري هذا الأمر عقب صلاة العيد مباشرة”. أما شرقي البلاد، فتتخذ الاحتفالات بعيد الفطر مظاهر مختلفة عما هي عليه بالمحافظات الشمالية. وبحسب إسماعيل السقطري، فإن سكان جزيرة سقطرى (شرق البلاد)، يكتفون بـ”ارتداء ملابس جديدة، وأداء الصلاة في أماكن مفتوحة خارج القرى، تكون غالبا في الوديان”، موضحا أن الناس “يتبادلون الزيارات بشكل كبير أيام العيد، وهذا من ميزات العيد فيها”. وأفاد حسين محمد من مديرية الوادي بمحافظة مأرب أيضا “تحرص كل عائلة على إعداد وجبة، ثم تقصد منزل شيخ المنطقة أو كبير العائلة، لتقاسم الطعام”. ولفت محمد إلى أن الناس في منطقته لا يزالون يمارسون الرقص، مقابل تراجع ملحوظ للرماية، مرجعا هذا الأمر إلى “ملل الناس من الرصاص”. أما في مديريات يافع التابعة لمحافظة أبين (الجنوب الشرقي للعاصمة اليمنية صنعاء)، فإن السكان يتجهون في اليوم الأول من عيد الفطر وبعد صلاة العيد وبعد معايدة الناس في المساجد، إلى زيارة الأهل والأقارب ويتجمعون في منازل آبائهم ويتسلقون فوق سطوح المنازل ويمارسون الرماية بالأسلحة النارية على بعض الأهداف في الجهة المقابلة لهم في الجبال، كما يتجه أيضا العديد منهم إلى زيارة شيوخ المنطقة والجيران للمعايدة. وتقدم لهم وجبات فطور الصباح مكونة من عصيد مع العسل والسمن البلدي، وبعد الظهيرة يتجمعون في منازل الأهل أو المقايل الخاصة في القرى يتشاركون مضغ القات ويتبادلون الهموم والقضايا حتى وقت متأخر من الليل. وتستمر هذه الأفراح والمعايدة لعدة أيام.

مشاركة :