"الجزيرة" قناة التهريج والتحريض على العنف والفتنة بقلم: حسونة المصباحي

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد متابعات مستمرة لمختلف برامجها الإخبارية والسجالية تبيّن لي أن هذه القناة لا هدف لها سوى التحريض على العنف والفتنة.العرب حسونة المصباحي [نُشر في 2017/06/28، العدد: 10675، ص(18)] في البداية، كنت قد توسّمت الخير في قناة “الجزيرة” القطرية. فقد اعتقدت أن هذه القناة التي استقطبت إعلاميين وإعلاميات من بلدان مختلفة، ستقوم بدور إعلامي مهم يكشف الحقائق المغيّبة، وينير الرأي العام العربي، ويفتح البـاب لمن يعملون على إيقاظ الشعوب العربية من جمود فرض عليها، وأمات فيها كلّ ما يمكن أن يحرضها على الانتفـاضة للمطالبة بحقوقها المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعيّة، إلاّ أن هذا الوهم سرعان ما تبخر. قرأت ذات مرة تحقيقا في جريدة “لوموند” الفرنسية قال فيه أمير قطر السابق بالحرف الـواحد “هذه القنـاة -يقصد قنـاة الجزيـرة- هي قنبلتي الذريّة”. أرعبني هذا التصريح الخطير إذ أنني تبينت من خلاله أن الهدف الحقيقي من إنشاء هذه القناة ليس ترشيد الشعوب وتثقيفها بما يفيدها وينفعها ويفتح بصيرتها على مبادئ الحرية والسلام والعدالة، وإنما تهييجها، وحثها على التناحر والتقاتل. وبعد متابعات مستمرة لمختلف برامجها الإخبارية والسجالية تبيّن لي أن هذه القناة لا هدف لها سوى التحريض على العنف والفتنة، والدعوة إلى الفوضى، والحثّ على التفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ومنح شرعية للمتطرفين والمأجورين لبثّ سمومهم وأفكارهم السوداء. ومن خلال صور مخيفة ومستفزة للمشاعر البدائية والغريزيّة تبثها على مدار الساعة، تجرد المتفرج من التعقل والتبصر، وتنزع عنه كلّ ما يتصل بالنقد البنّاء والإيجابي ليتحول إلى كائن شرس وعـدواني، لا يحركه سـوى الحقـد والبغضاء، والرغبة في الانتقام حتى ولو افتراضيّا! لذا ليس من الغريب في شيء أن يخرج إلى الشارع وهو عبارة عن قنبلة موقوتة. وقد استغلت هذه القناة السيئة الذكر غياب إعلام حر ونزيه في بعض البلدان العربية، لتشعر المواطنين في مختلف أنحاء العالم العربي أنها القناة الوحيدة التي تنيره وترشده. لذلك أصبحوا مشدودين إليها، مُتوهمين أنها قادرة على أن تمدهم بما يحتاجونه من أفكار ومن آراء حول مختلف القضايا، وعلى شحنهم بطاقة تدفعهم إلى التخلص من جمودهم ومن كسلهم التاريخي. وهكذا باتت هذه القناة حاكمة بأمرها في حين تحول المشاهدون إلى عبيد راضخين لها ولتوجهاتها. أما مقدمو ومقدمات برامجها فيظهرون على الشاشة وهم في آخر صيحات الموضة، محولين فواجع هذا البلد العربي أو ذاك إلى مشاهد للفرجة المثيرة والمؤذية بطرق مباشرة أو غير مباشرة. وعلى مدى العقدين الماضيين، دأبت قناة “الجزيرة” على نشر المزيد من الأكاذيب والأباطيل، مُعمّقة الخلافات بين أبناء الشعوب العربية. ومن خلال برامجها لم يكن لها هدف سوى تزييف الواقع، وتحويل الأكاذيب إلى حقائق . فإذا ما تجرّأ أحدهم على فضح مخاطرها، سارعت بتشويه سمعته، ونعته بأقبح النعوت. لكن يبدو أن ما سمي بـ”الربيع العربي” الذي أغرق بلدانا عربية كثيرة في الفوضى والعنف والفتنة، كشف ألاعيبها القذرة، وحقيقة الأدوار الخطيرة التي لعبتها وتلعبها. لذا أرجو أن تكون نهايتها قريبة! كاتب تونسي حسونة المصباحي

مشاركة :