فجأة ومن دون مقدمات استيقظ العرب صباح أمس ليكتشفوا أن غزة أصبحت تحت القصف، فلماذا؟ وما الذي حدث ونحن لا ندري؟ ماذا فعل الفلسطينيون في غزة حتى يصبحوا تحت القصف الإسرائيلي؟ هل انطلقت انتفاضة ثالثة؟ أم بدأت معركة تحرير القدس؟! في الحقيقة لا شيء من هذا ولا ذاك، فكل المسألة أن المتاجرين بالقضية الفلسطينية والذين هم في ورطة حالياً، تذكروا أن لديهم ورقة ضغط قديمة لطالما استخدموها ونجحوا في استخدامها، فأرادوا أن يستخدموها في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها صديقتهم والبنك المفتوح لهم، قطر، فاعتقدوا أنها طريقة جيدة لصرف الأنظار عن قطر وتوجيه تركيز الجماهير العربية على غزة وأهلها الذين يقصفون بصواريخ العدو الصهيوني؟! كم هو مقزز هذا السلوك من قطر وأصدقائها في الداخل الفلسطيني وأصدقائها في الخارج، وكم هو مشين أن يقبل البعض بأن يتلاعب بأرواح الأبرياء وبمستقبل الأطفال الصغار لتحقيق أهداف سياسية، ولطالما تلاعبت دول، وعلى رأسها إيران وقطر وتركيا وغيرها بالقضية الفلسطينية، ولطالما نجحت في ذلك، ولكن الثمن كان باهظاً، وهو مئات بل الآلاف من أرواح الفلسطينيين الأبرياء بين شهيد وجريح ومعاق ومقعد، فماذا كان الثمن؟ الثمن هو حملة تبرعات في الدول العربية والإسلامية تجمع الملايين، وحفنة ريالات ودولارات يتم توزيعها على الفلسطينيين المنكوبين، فللشعب دائماً الفتات والباقي للشريك الوفي حماس. لقد قلناها منذ بداية المقاطعة مع قطر «انتهت اللعبة»، لكن يبدو أن قطر لا تسمع، فالاستمرار في هذا السلوك المكشوف لم يعد مجدياً، فالشعوب لم تعد مغفلة، وإذا كانت تعتمد في السابق على دعاية قناة الجزيرة الإعلامية المؤدلجة والتي تخدم أهدافاً محددة، فإن الشعوب اليوم لا تشاهد الجزيرة ولا تتأثر بها ولا بغيرها من القنوات العربية أو الأجنبية، والحصول على المعلومة أصبح متاحاً جداً، فالفضاء أصبح مفتوحاً في عالم الإعلام الجديد، والحقيقة لم تعد محتكرة، وبالتالي خداع الشعوب لم يعد أمراً ممكناً، وهذا ما اكتشفه الشعب الفلسطيني في غزة يوم أمس، لقد أدرك أن هناك من يريد استغلاله وجره لمواجهة جديدة مع العدو الإسرائيلي، بينما من يخططون لذلك يسكنون في فنادق الخمس نجوم في الدوحة واسطنبول، وغيرهما من العواصم التي تأوي قادة الإخوان والإرهاب. ما عرفناه من إخواننا في غزة يوم أمس أن غزة ليست تحت القصف، وأن صاروخين إسرائيليين أطلقا على غزة بعد صاروخ أطلق من غزة على إسرائيل، وما يعرفه الجميع أن قطر تحت «القصف»، وتحت المقاطعة، فمن كان المستفيد من إطلاق الصاروخ ووضع غزة تحت القصف؟ نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية
مشاركة :