ماذا ينقص تجربة رائد الفضاء سلطان

  • 6/28/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما تعلقت رموشي بسحيق الفضاء المدهش، وكم تمنيت أن أفك بعض رموز غموضه، وأرصد حركات كواكبه ونجومه، وأن أستشف كل معلومة يبزغ ضياؤها؛ وكم حلمت طفولتي بأن أعمل في (وكالة ناسا للفضاء)، حتى ولو في وظيفة بواب، فلربما تمكنت في بعض أوقات فراغي من اختلاس النظر لعدسات مراصدهم العظيمة، وربما سُمح لي بحضور ندواتهم، وورش عملهم، والاحتفال معهم بهجة بنجاحاتهم المتعددة فيما يخص علوم الفضاء، وعالمها المليء بالتجدد والدهشة.ولمعرفتي بأن تلك مجرد أحلام تطوف بي، وأطوف حولها، دون نقطة تماس على منحنى، لذا أعملت خيالي على مدارات الفلك، وتساءلت، فماذا لو كنت أنا أمير الفضاء سلطان بن سلمان، وماذا كنت سأضيفه إلى تجربته العظيمة، التي تمت على مركبة (ديسكفري 1985م)، بأن تم اختياري كأول رائد فضاء عربي مسلم؟هل كنت سأتوقف عن الدوران والانبثاق، أم أني سأغدو مثل ثقب أسود، أمرر الأجرام من جوفي، وأزداد ضخامة مكانية زمانية فكرية!هل كنت سأتوقف عن التعلم والاستقصاء في مجالات الفضاء، والاستمرار في أخذ الدورات التنشيطية، والغوص في مجاهل هذا البحر بتعمق، وإعطاء الندوات في شتى بقاع المستديرة، والحرص على تكوين معهد محلي للفضاء يشتمل على مجمل دراسات الفضاء، وعلومه، ولربما يتحول يوما إلى جامعة متخصصة تهب أعلى الشهادات، ويعمل بها المتخصصين العالميين ممن يمتلكون العلم والموهبة الفلكية.ولكنت أنشأت مرصدا متطورا على جانب هذا المعهد يزوره الشباب والأطفال بالمجان، فلعلي أن أساهم بتثقيفهم فلكيا، ولربما نبغ بعضهم وأبدع في تلك المجالات.ثم لتفرغت لتسطير الكتب عن تجربتي الفريدة، وعن تأثيراتها المختلفة على نفسيتي، وبكل مصداقية، ولساهمت في تنفيذ أي عمل تعليمي فضائي.سأكتب عن مستوى ذاكرتي، ويقيني، واهتماماتي قبل وأثناء وبعد الرحلة، وأشرح الأمر بلغة جلية قريبة من القلب، يفهمها كل من يرغب، أو يتمنى أن يقوم بتجربة مثيله.سأكتب عن مشاعري الحقيقة وأشرح الفارق بينها وبين مرور إنسان بحدث مشوق مدهش مخيف، كما يحدث عند ركوب الافعوانية المشوقة المرعبة في مدن الملاهي، وسيكون لي في ضروب التعمق شؤون.سأشرح الخوف والرهبة بروح الشباب، ودوافع الزهو، وأبين كيف تأثرت علاقاتي العائلية بالحدث، وكيف كان لها مردود على رؤيتي للدنيا عموما، وللمادة، والمقتنيات، ومواطن الحرية، والعدالة، والأديان، وغيرها من المعاني ومما يمكن أن يثري المكتبة العربية، والعالمية، إذا ما توخيت الحرص، في عدم إهمال أو زيادة أي جزئية، أو شعور ملموس.سأتكلم عن تفاعل مجتمعي القريب، ومجتمعي العربي، وشعور الآخرين نحوي، وعن علاقاتي بالمنظمات العالمية الإنسانية، وأسفاري، وزياراتي وندواتي، وأشعل الآفاق بتصورات فيما لو أن التجربة استمرت أكثر، واتسع المجال لما هو أبعد.سأشرح عن تأثيرات سفرتي خارج الغلاف الجوي على عملي، ونظرتي لكل حدث مر بي بعدها.سأحكي عن تحولات جذرية أخذتني معها، لأزداد تواضعا، وأهتم بالإنسان المهموم، أيا كانت نوعية معاناته العرقية، أو النفسية، أو المادية، أو التعليمية، أو العجز الجسدي.سأكتب عن رأيي الصريح، في الحروب، التي يمر بها عالمنا، من المنظور الإنساني الخارج عن حدود المعمورة.صدقوني، كنت سأترك بصمات متعددة لا تعد ولا تنسى، أتركها هدية مني لأهل القرون القادمة.الرأيشاهر النهاريكتاب أنحاء

مشاركة :