من سيحكم العالم؟ - مقالات

  • 6/29/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إذا سألتَ، كما فعلتُ أنا، من هم «داعش»، لن تجد جواباً مقنعاً. لقد سألتُ زميلاً لي، طبيباً جراحاً، شاء حظه العثر أن يصبح رهينة في عمله عند دولة الدواعش لمدة تزيد على السنتين، سألته من هم «داعش»؟ فكان جوابه، هو نفس جواب السياسيين المخضرمين، لا أدري! ثلة من شتى بقاع الأرض تجمعوا ليجرّبوا إنشاء دولة خارج النظام الدولي المستقر ونجحوا في إنشاء دولتهم التي لم تستمر طويلاً. ثلةٌ غدت محور الإعلام العالمي، يتكلم عنها الجميع من دون أن يعرفها أحد!من جهة أخرى وبعيداً عن «داعش»، نفتح صفحة الخلاف الخليحي. مرة أخرى سألتُ عن مبررات مقنعة لهذه الفتنة التي ضربت الخليج، والتي أيضا جذبت اهتمام العالم، سألتُ فلم أسمع رأياً مريحاً، نرى خلافاً ونسمعُ شروطاً ونقرأُ تشنجاتٍ هنا وهناك، ولكننا لا نجدُ سبباً مقنعاً لكل ما يحدث. ما الذي يجمعُ تجربةَ الدواعشِ بفتنةِ الخليج، الذي يجمعهما هو الغموض الذي يلف أسباب حدوثهما.في عالمنا اليوم، ثورة إعلامية عظيمة، وهي تُمهد لعالم جديد لن يكون للدول والحكومات الرسمية تأثيرات كبيرة في ذلك العالم الجديد. يبدو أن القرن الحالي سينتهي بحكومة عالمية تحكم العالم وتقود الشعوب، لذا فإن الصراعات الحالية هي تجارب أو دراسات استكشافية (pilot study) لما سيكون عليه عالم الغد. نحن اليوم محل تجارب لما هو متوقع، كما كانت اليابان محل تجارب للقنبلة النووية، وكما كان العراق محل تجارب للحرب الإلكترونية.الصراع اليوم بين حكومات تقليدية وبين جماعات سياسية واقتصادية. الصراع اليوم ما هو إلا تنافس بين أُسلوب مستقر وبين أُسلوب تتم تجربته كخطوة أولى لتأكيد صلاحيته، لهذا نحتار جميعناً في تفسير ما يجري، ونغرب شرقاً وغرباً بالتحاليل السياسية، لكننا لا نستطيع أن نجيب على سر تلك العواصف التي تمر علينا.هذا هو الرأي الذي ربما يفسر لنا من هم «داعش»، ولماذا أوجدهم الحزب الديموقراطي الأميركي، ولماذا تبدو أميركا، بعد تولي الجمهوريين حكمها، محتارة بين مساندة الدول الخليجية الثلاث، التي لا ترغب بتغيير المعادلة التي استقرت لديها، وبين دولة قطر، التي تبحث عن دور في الإدارة الجمهورية القادمة.حكومات المستقبل ستكون خاضعة للجماعات والتكتلات الاقتصادية ممن يملكون رؤية واحدة، إنها وحدة الأمم وحكومة العالم عكس الماضي حين كانت الحكومات تسيطر على المجاميع السياسية والتكتلات الاقتصادية وتخضعهما لأساليب حكم فردي أحياناً وعسكري أحيانا أُخرى، إننا اليوم نعيش مخاض إنسان المستقبل.تم منذ فترة إنشاء تحالفات اقتصادية كبرى بدمج الكبار وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي سينتهي دوره وتم سحب أموال الخليج الضخمة واهتز استقراره، العالم تحدث فيه تغييرات متشابهة لكننا نتحدث عما يعنينا هنا.ارجو ألا يظن البعض أن مقالي صورة لمؤامرة يحيكها البعض، لا... لا توجد قوى دولية تخطط لهذا الأمر، ما يحدث هو تطور طبيعي للوصول إلى نهاية التاريخ، كما أشار إليها الفيلسوف السياسي فوكوياما، كما أن هذا المقال هو مجرد قراءة للمستقبل. هناك من يُحسِن القراءة ويشارك في صنع المستقبل وهناك من يقاوم، لكنّ الزمن كما كان وكما سيبقى أقوى من الجميع وسينتصر التغيير في النهاية.kalsalehdr@hotmail.com

مشاركة :