أثار خروج روسيا المبكر من كأس القارات لكرة القدم قلقا بين الجماهير، إذ يسعى البلد المضيف لتجنب إحراج جديد في كأس العالم الذي سيقام العام المقبل.وودع المنتخب الروسي البطولة الاستعدادية لكأس العالم يوم السبت بخسارته 2 - 1 أمام المكسيك، في مباراة شهدت أخطاء من حارس المرمى وإهدارا للفرص.ومع تبقي أقل من عام على انطلاق كأس العالم، لم يعد أمام روسيا كثير من الخيارات لإضافة مزيد من العمق لتشكيلتها، ولن تحظى بفرصة لاختبار قوتها في التصفيات، على عكس المنتخبات الأخرى التي تنافس لنيل مقعد في البطولة.ونقل عن فيتالي موتكو، نائب رئيس الوزراء ورئيس الاتحاد الروسي لكرة القدم قوله: «لن يكون لدينا لاعبون جدد غدا. هذه هي تشكيلتنا الرئيسية. لن يحلق الفضائيون للعب لصالح روسيا».ويأتي الإقصاء من كأس القارات بعد أداء هزيل على المستوى الدولي، يشمل الخروج المبكر من بطولة أوروبا العام الماضي وكأس العالم 2014، وهما البطولتان اللتان أخفقت خلالهما روسيا في تحقيق أي انتصار.ولمح الرئيس فلاديمير بوتين الشهر الحالي، إلى أن كثرة اللاعبين الأجانب في الدوري الروسي الممتاز يعرقل تطوير اللاعبين المحليين الصاعدين، وأقر بأن بلاده لم تعر الاهتمام اللازم لتطوير الناشئين.وينبغي على روسيا العمل على زيادة نسبة ممارسة اللعبة.وذكر الاتحاد الروسي هذا العام، أن أكثر من 2.7 مليون شخص، أي 1.8 في المائة تقريبا من السكان، يمارسون الكرة في روسيا.وفي المقابل ذكر تقرير للاتحاد الإنجليزي أن أكثر من 11 مليون شخص، أي نحو 20 في المائة من السكان، قالوا إنهم لا يزالون يمارسون كرة القدم بشكل أو بآخر.وبالنسبة لبعض المسؤولين الروس، فإن تحسن أوضاع المنتخب، الذي تراجع إلى المركز 63 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) هذا الشهر، وهو أدنى مركز يصل له، يعد مسألة وقت.وقال دميتري سفيشوف، وهو عضو بلجنة الرياضة في البرلمان: «انهار قطاع الناشئين بالرياضة في التسعينات من القرن الماضي» في إشارة إلى فترة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي أتبعت انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.وقال: «بدأ النظام في العمل مجددا في بداية الألفية، ويحدوني الأمل في أن تأتي نتائجه في السنوات الخمس المقبلة».وينافس كافة اللاعبين الذين مثلوا روسيا في كأس القارات في الدوري المحلي، وهو ما يرى بعض المعلقين أنه يبعدهم عن المنافسات رفيعة المستوى، ويعرقل تطورهم في نهاية المطاف.وقال يفجيني لوفشيف، لاعب منتخب الاتحاد السوفياتي السابق والمعلق الحالي: «لا تنتج مسابقتنا المحلية لاعبين جيدين بالقدر الكافي، لنفكر حتى بأننا قادرون على المنافسة على أي شيء».وأضاف في إشارة إلى الأندية التي هيمنت على الدوري الروسي الموسم الماضي: «مسابقة الدوري ضعيفة. المنافسة تنحصر بين تشسكا (موسكو)، وسبارتاك (موسكو)، وزينيت (بطرسبرغ)، ولا تسنح للاعبين أي فرص للتعلم».
مشاركة :