حلاق سوري يحول رؤوس زبائنه إلى لوحات فنية

  • 6/29/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مهند عمر لا يقدم على حلاقة الرأس وتصميم الشعر بطريقة فنيّة، إلا بعد أن يضع تخطيطا على الورق، فيرسم الفكرة المتفق عليها بواسطة الفحم، ثم يبدأ في التنفيذ.العرب  [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(24)]حرفية عالية في الرسم نازح سوري يحوّل صالون حلاقته بالعاصمة اللبنانية بيروت إلى معرض مصغر يرسم فيه لوحات فنية ثلاثية الأبعاد على رؤوس زبائنه وفق حالاتهم النفسية، ويطمح لخوض تجربة الرسم الرباعي الأبعاد. بيروت – يبدو صالون الشاب السوري مهند عمر، في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، للوهلة الأولى أشبه بمعرض فنّي أكثر منه دكان حلاقة. واستطاع عمر (23 عاما)، الفلسطيني الأصل والسوري الجنسية، بفضل موهبته في الرسم وإبداعه في مهنة الحلاقة، التي تعلمها في سوريا بجانب دراسته علم النفس بجامعة دمشق، أن يدمج العالمين، وينقل اللوحات الفنيّة، التي يرسمها بالفحم على الورق إلى رؤوس زبائنه. ونزح عمر بعد الأحداث التي جرت في سوريا، مع عائلته من مخيّم اليرموك بسوريا نحو لبنان، لتستقر العائلة داخل المخيّم. ووسط معاناة الفقر، وعدم وجود فرص عمل، استثمر هذا الشاب موهبته، التي بدأها وهو في سن السادسة مع رسم الكاريكاتير، قبل أن تتحوّل مع الوقت إلى رسوم البورتريه. وقال عمر “استفدتُ من دراستي علم النفس، حيث ربطتها بفن الرسم ومن ثم الحلاقة، كون هذه المحاور الثلاثة تساعدني في فهم ما يرغب فيه الزبون”. وأضاف “تطورتُ في الرسم، وانتقلتُ من رسم البورتريه إلى الرسم الثلاثي الأبعاد، وهو ما ربطته بحلاقة الشعر، ليتحوّل رأس الزبون إلى جدارية فنيّة ملفتة، وأنا في طور خوض تجربة الرسم الرباعي الأبعاد”. ولا يُقدم عمر على حلاقة الرأس وتصميم الشعر بطريقة فنيّة، وهي تقنية فنيّة نادرة جدا في العالم العربي، إلا بعد أن يضع تخطيطا على الورق، فيرسم الوجه أو الفكرة المتفق عليها مع الزبون بواسطة الفحم، ثم يبدأ في التنفيذ. وتستغرق فترة تنفيذ التصميم على الرأس ما بين ساعتين وثلاث ساعات؛ نظرا للصعوبة الكبيرة، فأي خطأ بسيط في الشعرة الواحدة يتحوّل إلى خطأ فادح يدمّر الفكرة، لذا فالأمر يتطلب دقة عالية. ويعد أبطال ونجوم كرة القدم من أكثر الشخصيات المطلوبة لدى الشباب، وأحيانا يكون هناك طلب على البعض من القادة السياسيين، لكن تبقى الشخصيات الفنيّة أكثر طلبا بعد الشخصيات الرياضية، التي يفضلها الأطفال والمراهقون والشباب على حدّ سواء. وأوضح عمر أن “الأطفال يختارون رسومات كرتونية وأشياء خفيفة، كرسم للريشة أو زهرة، وهذه الرسوم لا تتطلب وقتا طويلا ولا تحتاج إلى الهدوء والتركيز مثل ما تحتاجه الرسوم الكبيرة”. أما بالنسبة إلى الكلفة فالأمر يتوقف على المجهود الذي يتطلبه تنفيذ كل فكرة أو صورة، لكن التكلفة ليست رخيصة كثيرا، فالأمر يستغرق ساعات ويتطلب مجهودا كبيرا. ولفت عمر إلى أنه “بحكم الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيء جدا داخل مخيم برج البراجنة، لا أستطيع طلب أسعار باهظة، فأقدّم للزبائن لوحاتي الفنيّة بأسعار زهيدة تناسب وضعهم المادي وتفرحهم في الآن نفسه، كما تساعدني على تطوير نفسي وإقامة شبكة علاقات قد تفيدني لاحقا”. وقال “تعبتُ كثيرا لتحقيق جزء من طموحي، وخلال سن المراهقة كنت أتردد على معارض بيع اللوحات في العديد من أحياء دمشق، حاملا معي بعض لوحاتي”. وتابع “أقنعتُ ثلاثة معارض بموهبتي، فطلبوا مني إعادة رسم لوحات عالمية، لكن بالأبعاد الثلاثية، وبالفعل قمتُ بذلك، وبعتُ البعض من اللوحات بمئات الدولارات، ما دفعني إلى التعمّق في الفن التشكيلي والتعبيري في سنّ مبكرة.. ما يهمني هو تطوير نفسي في الوقت الراهن، كي أصبح فنانا معروفا، وحلمي الكبير هو أن أجد فرصتي خارج الدول العربية، وتحديدا في الدول الأوروبية”.

مشاركة :