الرئيس الأميركي دجعل من زيادة الإنفاق أولوية له بالنسبة لحلف الأطلسي، حيث استغل أول اجتماع له في إطار الحلف في مايو لتوبيخ الزعماء الأوروبيين بشأن الإنفاق.العرب [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(5)]على أتم الاستعداد لردع التهديدات بروكسل - تخطط كندا والدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لزيادة إنفاقها الدفاعي 4.3 بالمئة في 2017 لعدة أهداف من بينها أن تظهر للولايات المتحدة التزامها بتحمل المزيد من التكاليف. وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيادة الإنفاق أولوية له بالنسبة لحلف الأطلسي حيث استغل أول اجتماع له في إطار الحلف في مايو لتوبيخ الزعماء الأوروبيين بشأن الإنفاق الذي يبلغ مستوى تاريخيا متدنيا ولا يفي بهدف الحلف وهو إنفاق 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وعلى الرغم من أن مطالب زيادة الإنفاق تعتبر مطالب قديمة، فإن ترامب اتخذ موقفا جديا في هذا الموضوع أكبر من الرؤساء السابقين ما عجل برضوخ الأوروبيين. وتمثل زيادة هذا العام أسرع نمو في الإنفاق منذ توقف الخفض قبل ثلاث سنوات. وبلغت الزيادة 1.8 في المئة في 2015 و3.3 في المئة العام الماضي، لكن لم يتضح إلى أي مدى ستقرب الزيادة الجديدة الإنفاق من هدف الحلف. وستصدر الأرقام الخاصة بالدول الأعضاء في حلف الأطلسي الخميس بعد موافقة سفرائه، لكن مجمل الإنفاق في 2017 سيبلغ نحو 280 مليار دولار في زيادة تراكمية بلغت 46 مليار دولار منذ تركت التخفيضات أوروبا من دون قدرات حيوية مثل إعادة تزويد القاذفات المقاتلة المحمولة جوا بالوقود. ومن بين 27 عضوا أوروبيا في الحلف لم يف بهدف الإنفاق في 2016 سوى أربعة أعضاء هم اليونان وبريطانيا وبولندا وإستونيا، وذكر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن رومانيا ستفي بمستوى الإنفاق المستهدف هذا العام تليها لاتفيا وليتوانيا في 2018. وأضاف أن 25 من 29 دولة عضوا في حلف الأطلسي تعتزم زيادة الإنفاق هذا العام. وقال ستولتنبرغ أمام صحافيين عشية اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في بروكسل إن “الحلفاء سيستثمرون أكثر من أجل دفاعهم، ليس لإرضاء الولايات المتحدة، بل لأن ذلك في مصلحتهم الخاصة”. وشدد ستولتنبرغ على أن 2017 سيكون العام الثالث على التوالي الذي تسجل فيه دول الحلف زيادة في ميزانياتها العسكرية. وقال “نرحب بتركيز الرئيس ترامب على النفقات الدفاعية وعلى تقاسم أفضل للأعباء لأن علينا تنفيذ ما وافقنا عليه”، مذكرا بأن دول الحلف وعدت في 2014 بالاقتراب خلال عشر سنوات من الهدف القاضي بتخصيص 2 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي للميزانيات العسكرية. وتأتي الأرقام الجديدة في إطار زيادة أوسع في الإنفاق الدفاعي في أوروبا بينما تتكلف الولايات المتحدة مليارات إضافية من الدولارات لإعادة القوات والعتاد الثقيل إلى القارة لردع روسيا وفي الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لإقامة صندوق دفاعي قيمته عدة مليارات من اليورو. وقال ستولتنبرغ “لقد غيرنا الاتجاه (الخاص بالإنفاق الدفاعي) فعليا وهو في طريق الزيادة ونعتزم إبقاءه كذلك”. وأفاد بأن الزيادة في الأموال ستنفق على المزيد من التدريبات العسكرية والعتاد لأغراض من بينها السماح لقوات حلف الأطلسي بالانتشار على نحو أسرع وكذلك لزيادة الرواتب ومعاشات التقاعد للعسكريين. وشدد مسؤولو حلف الأطلسي على أنه في الوقت الذي سلط فيه موقف ترامب الضوء على الإنفاق الدفاعي كان لضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية الأثر الأكبر، إذ أدى ذلك إلى اتفاق أعضاء الحلف على التوقف عن خفض الإنفاق الدفاعي الذي استمر لسنوات.
مشاركة :