الصحافة تنقذ نفسها بنماذج مبتكرة بعيدا عن الإعلانات

  • 6/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الصحافة تنقذ نفسها بنماذج مبتكرة بعيدا عن الإعلاناتوجدت العديد من المؤسسات الصحافية طرقا مبتكرة لضمان التمويل والاستمرارية رغم المنافسة الشرسة من عمالقة الإنترنت، ونجحت في استغلال ثغرات مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الأخبار الوهمية لتكريس صورتها أمام الجمهور كمصدر أساسي للأخبار الموثوقة.العرب  [نُشر في 2017/06/29، العدد: 10676، ص(18)]القراء ضمانة الصحافة للبقاء واشنطن - ابتكر الناشرون نماذج جديدة لتمويل الصحافة في العصر الرقمي الذي غيّر أنماط الاستهلاك وعطل أساليب الإعلانات التقليدية في الصحف، ونجحت هذه الاستراتيجيات بالفعل في إثبات أن الصحافة ستستمر في المستقبل وبشكل مربح أيضا. وأدرك ناشرو الأخبار أن الأخبار الوهمية والفائض في المعلومات التي تتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ستقود الجمهور إلى طلب مصادر بديلة موثوقة للمعلومات والأخبار. واستندت بعض الشركات الناشرة إلى إمكانية استفادة وسائل الإعلام من سمعتها لخلق قصص ذات علامات تجارية والتي يأخذها الجمهور بشكل جدي، أو في ما يعرف بـ”المحتوى المرعي”، الذي يعتمد على القصص المبدعة الموثوقة والمكتوبة للترويج أو الإعلان لفائدة شركة. وبما أن المحتوى المرعي يشبه كثيرا الصحافة القصصية، لذلك يتم وضع علامة “المحتوى المرعي” عليها لتمييزها. ويقول ماندلا شينولا في تقرير لشبكة الصحافيين الدوليين، إن هذا النموذج جذب الشركات إلى الإعلان لدى وكالات الأنباء، وقد عملت كثيرا لصالح مطبوعات كبيرة ووسائل إعلام غير موروثة. ولم تتوان العديد من المطبوعات عن دعوة الجمهور للتبرع كبديل عن فرض الاشتراكات، وهو ما أثبت فعاليته بالنسبة إلى بعض المؤسسات الصحافية. وبدا أكثر وضوحا في المنظمات التي لا تبغي الربح والتي لها ثقل في الصحافة الاستقصائية. بغض النظر عن تأمين الاستمرارية، يساهم التمويل الجماهيري في منح وسائل الإعلام استقلالية أكبر ودعت بعض وسائل الإعلام الجمهور إلى التبرع لفائدة مشاريع صحافية فردية من خلال كيك ستار، بينما اعتمدت مؤسسات أخرى مثل الغارديان البريطانية على إدراج برنامج للعضوية. ولجأت مطبوعات أخرى إلى طلب التبرعات رغم أنها تجني المال من الاشتراكات والدفع عبر الإنترنت، مثل صحيفة دي كوريسبندنت، التي أطلق موقعها عملية تمويل من الجمهور وجمع نحو 1.7 مليون دولار أميركي (1.2 مليون جنيه إسترليني) لدفع رواتب الصحافيين. وبغض النظر عن تأمين الاستمرارية، يساهم التمويل الجماهيري في منح وسائل الإعلام استقلالية أكبر، وهو ما حققته “فرونت بايج أفريكا” الصحيفة المستقلة في ليبيريا التي يمولها المهاجرون الليبيريون، حيث تمكن رئيس تحريرها ومؤسسها رودني سياه من إنجاز تقارير عن قضايا حقوق الإنسان في ليبيريا بفضل الاستقلالية التي أمنها التمويل الجماهيري. في المقابل وجدت مؤسسات أخرى أن الاشتراكات مازالت مصدر التمويل الأساسي لها، وتبرز بين الناشرين مقولة دائمة عند الحديث عن محتوى إخباري مجاني، “على أحدهم الدفع للصحافي، أو سيضطر الصحافي أن يدفع ثمنها”. ونماذج الاشتراكات تعتمد بشكل كبير على استهداف الجمهور الذي ليس بإمكانه فقط تقييم المحتوى المنتج، بل أيضا لديه الاستعداد لدفع ثمنه. ووجدت بعض الصحف أنه لا يزال بإمكان وسائل الإعلام الاعتماد بشكل تام على نموذج الاشتراكات للدفع إلى الصحافيين والبقاء في المنافسة مثل ذي أنفورماشيون، على الرغم من أن بعض المؤسسات الإعلامية الكبيرة وأبرزها نيويورك تايمز لا تستطيع تحقيق إيرادات كبيرة من الاشتراكات، ولا يمكنها الاعتماد فقط على الاشتراكات.التحدي الأساسي في تمويل الشركات المانحة للمؤسسات الصحافية هو تأمين التمويل دون السعي إلى ممارسة النفوذ وفي نموذج آخر، حاولت مؤسسات صحافية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، فبفضل فيسبوك مباشر، وبيريسكوب وغيرهما من المنصات الرقمية، أصبحت لدى الصحف فرصة لتقديم قصص مباشرة أمام الجمهور. ونشر الأخبار بطرق جديدة وتفاعلية. ومن الأمثلة لشركات الإعلام التي تشارك في الصحافة المباشرة “غلوب لايف” من بوسطن غلوب و”غانيت” مع مشروع أريزونا لسرد القصص. وفي عام 2015 ، جلب مشروع أريزونا لسرد القصص أكثر من 100.000 دولار من خلال الرعاية. ويشكل تمويل الجهات المانحة، مصدرا ماليا لا يستهان به في الصحافة اليوم، ويأتي هذا النوع من التمويل بأشكال مختلفة، يتضمن الدعم الخيري والتمويل الحكومي ومسؤولية الشركات. فصحيفة هونغان في جنوب أفريقيا يتم تمويلها من قبل 6 منظمات مانحة، مع تغطية ثلث تكاليفها من قبل ذي مايل وغارديان. وعادة ما يقدم المهتمون بالصحافة تبرعات سخية لتعزيز الصحافة الجيدة. ويعتبر مؤسس إي باي بيار أوميديار هو أحد الأمثلة، فمن خلال شركته الخيرية التزم بتقديم 100 مليون دولار لدعم الصحافة الاستقصائية ومكافحة الأخبار الكاذبة. ولا تزال العديد من الحكومات تمول صحفًا وطنية وعامة، مثل فرنسا والنرويج، حيث تمول مباشرة شركات إعلام ربحية. كما أخذت بعض الشركات على عاتقها مسؤولية دعم الصحافة، وهي شكل آخر من أشكال التمويل التي يمكن للصحف أن تبحث عنها. مثل تمويل فيسبوك وغوغل للصحافة كجزء من ضمن مسؤولية شركاتهم. لكن التحدي الأساسي لهذه الشركات هو تأمين التمويل من دون السعي إلى ممارسة النفوذ. ويبرز أيضا التمويل بالدفعات الصغيرة، حيث يدفع القراء دفعات صغيرة من أجل الحصول على مقال واحد. وتعمل منصة الأخبار الهولندية “بلندل” وفق هذا النموذج، حيث تبلغ تكلفة القصة الفردية ما بين 10 و90 سنتا. وحصلت “بلندل”على رخصة بالمحتوى من معظم وكالات الأنباء في أميركا وأوروبا. ليس هناك إعلانات، ولا اشتراكات، فالقارئ يدفع فقط مقابل المقال الذي يعجبه. إذا لم يعجب المقال القارئ، يمكنه بكل بساطة المطالبة باستعادة أمواله. ويدفع الناس فقط مقابل المحتوى الذي يجدونه يستحق المال. وفق المؤسس المساعد لبلندل ألكسندر كلوبينغ. بدوره يرى جاد هارتمان، المسؤول الرئيسي عن الإيرادات في واشنطن بوست، ضمن مقال له في نيويورك تايمز أن الصحافة الاستقصائية أيضا تقود الإعلانات فهي التي “ترفع من علامتنا التجارية”.

مشاركة :