بساق واحدة وعكازين يداعب «فارس» الكرة مراوغًا زملاءه يمينًا ويسارًا، مصوبًا إياها بكامل قوته حتى تسكن الشباك وسط ذهول جميع الحضور، ولم تمنعه إصابته البالغة بعد فقدان إحدى ساقيه من التوقف عن ممارسة هوايته المفضلة. فارس أحمد كامل، صاحب الـ13 عامًا، صبي فقد ساقه اليسرى إثر خطأ طبي أثناء تضميد جراحه من حادث ألمّ به، رغم ذلك رفض الاستسلام لإصابته وأكمل هوايته في ممارسة كرة القدم، وهي الظاهرة التي جذبت انتباه محمد العرباوي الذي التقط له مقطع فيديو بأحد مراكز الشباب بمنطقة منى الأمير بالحوامدية. يقول «العرباوي» إنه سبق وأن رأى «فارس» وهو يلعب كرة القدم مرتين، الأولى قبل حلول شهر الماضي بأسبوعين، والثانية في ليلة أول أيام العيد: «أول مرة شوفته كان بيلعب في الشارع الموضوع أثّر في نفسيتي، وتاني مرة كان يوم الوقفة بليل وكان في شارع كبير اسمه الجسر بيلعبوا كورة على الأسفلت». فور أن رأى «العرباوى» الصبي وهو يلعب في المرة الثانية توجه سأل شقيقه الأصغر «أيمن»، الذي أكد له بأنه يعرف «فارس» ودلّه على منزله. بمنزل الأستاذ أحمد كامل، أبدى «العرباوي» رغبته في مساعدة ابنه «فارس»، طالبًا منه تصوير مقطع فيديو له وهو يلعب دون علمه، إلا أن الأب فضّل أن يتم الأمر بمعرفته، وهو ما رحب به الصبي في نهاية الأمر. استلم الأب، أحمد كامل، طرف الحديث، كاشفًا عن ملابسات ما ألمّ بنجله منذ عامين، إذ تعرضا سويًا لحادث سقوط من أعلى كوبري الحوامدية خلال قيادة الوالد لدراجته النارية. آنذاك أصيب الصبي بكسر في عظمة الساق مع وجود جرح استدعى علاجه بـ4 غرز، قبل أن يضعوه تحت الجبس من القدم وحتى منطقة الحوض، وهو ما تسبب في حدوث آثار جانبية: «المفروض كانوا يسيبوا فتحة شباك لتهوية الجرح بس جبسوها كلها مرة واحدة على الجرح، وكنا في شهر يوليو مع الجو الحر ده عمل غرغرينا، فوديناه المستشفى تاني واتعمل له بتر». قبل الحادث كان «فارس» يمارس كرة القدم باستمرار مع زملائه في مراكز الشباب، وبعد إصابته عانى في بادئ الأمر من حالته، لكنه ما لبث أن تغلب على ظروفه وعاود اللعب من جديد: «لما بيلعب كورة مع زمايله بحس إن مفيهوش حاجة». يجد الصبي صعوبة في استخدام الطرف الصناعي، كما أنه لا يستطيع ممارسة كرةً القدم به، ليجد ملاذه الوحيد في عكازيه اللذين لا يعيقانه عن موهبته: «في جهاز تاني أحسن الناس قالت له عليه بس هو غالي ومش قادرين نجيبه». الأب نفسه لم يتسطع العمل مجددًا بمصنع البلاستيك منذ وقوع الحادث، وهو ما أثر بطبيعة الحال على أسرته المكونة من 3 أبناء أكبرهم «فارس»: «رجلي تعبانة ومش لاقي ليها حل، رجلي الشمال كان فيها كسر مضاعف وعضماية وقعت، وعملت 4 عميات فيها ومش نافع.. واليمين شريحة و10 مسامير». تمنى «فارس» أن يلعب لصالح النادي الأهلي، لكن بعد الحادث تحولت الأمنية إلى مجرد دخول النادي والجلوس لمشاهدة اللاعبين: «أي واحد بيتمنى إنه يلعب في الأهلي، ولما حصل له ده قال نفسه يروح هناك يقعد يشارك معاهم وكده»، يقول والد فارس. بعيدًا عن المارد الأحمر يحلم «فارس» بمقابلة نجمي المنتخب المصري محمد صلاح، ومحمود عبدالمنعم «كهربا»، وهو ما يسعى إليه «العرباوي» بشتى الطرق حسب روايته: «كهربا واحد كلمه وبلغه إنه في إجازة ولما يخلص هيشوفه». Mohamed El Arabawy فارس 12 سنة وعنده بتر في ساقه اليسرى فارس لما سألناه ايه اكتر حاجة ممكن تفرحك قال نفسي اقابل محمد صلاح! نفسي اقابل كهربا كان نفسي العب في الأهلي! اللي حابب يتواصل مع فارس ويساعده مايتأخرش…
مشاركة :