القاهرة – خالد بطراوي | كم من مواقف تشهدها الأعمال السينمائية، خلال وبعد تصويرها، تظل عالقة في وجدان أبطالها لما لها من ذكريات، ربما لا يعرف المشاهد الكثير عنها، الصورة تبقى دليلا حيا على الموقف.. نقدمها مع قصة الحدث ليخرج في «حكاية زمان يا فن». الكل يعرف ان الفنان عبدالفتاح القصري في عينه اليمنى حوَل، وهذا الحول جعله يبدو أحيانا كالطفل البريء، واحيانا يظهره بمظهر رؤساء العصابات والاشرار وقطاع الطرق، ومن هنا كان سر شخصيته الكوميدية الفنية، وقد حاول بعضهم إغراءه على اجراء عملية جراحية لـ«ضبط» عينه الحولاء، لكنه عارض بشدة، إذ كيف يسمح أن تسلب منه مؤهلاته بهذه السهولة. ومن المؤكد الذي لا يقبل النقاش أن هذا الحوَل أوقع عبدالفتاح القصري في مشاكل عدة، مما جعله هدفا لتهكم بعض زملائه الفنانين، ومن ذلك أنه كان في أحد الايام يجلس في الدرجة الأولى بالترام، وكانت تجلس امامه سيدة حسناء بصحبة رجل في ضخامة الفيل، وجلس عبدالفتاح القصري متجها بوجهه الى اليسار وقد شغل بالتفكير في بعض الاعمال الخاصة، ولم يتنبه الى ان عينه اليمنى الحولاء قد وقفت على وجه السيدة وبدا كأنه يحدق فيها، وإذا بالرجل يصيح في وجهه «يا أفندي خلي عندك دم.. أنت ما شفتش واحدة ست في حياتك، بقالك ساعة وزيادة وعينك ما نزلتش عن مراتي، مش تختشي شوية»، وقبل ان يتفوه عبدالفتاح القصري بكلمة واحدة لكي يرد على هذا الاتهام، إذا بالركاب جميعا قد انضموا للزوج، عندما لاحظوا ان عينه قد تعلقت بالسيدة وتباروا في تأنيبه. وحاول عبدالفتاح القصري اقناعهم بأنه «أحول» فلم يصدقوا فاضطر للنزول في أقرب محطة تلاحقه لعناتهم بشكل عنيف. ومن الغريب والعجيب، ان هذه المضايقات الكثيرة لم تحل بين عبدالفتاح القصري والاعتزاز بهذا «الحول» فإنه اعتبره «كنزا لا يفنى» وكان دائما يردد «لو لم أكن أحول لتمنيت أن أكون أحول».
مشاركة :