خيبة أمل نواب البرلمان الألماني قررت الحكومة الألمانية شطب صفقة من جدول أعمالها، تستأجر من خلالها برلين طائرات بدون طيار من إسرائيل. الحكومة الألمانية أكدت أنّ رفضها للصفقة يعود إلى تسليح إسرائيل لتلك الطائرات بأسلحة لعمليات الاغتيال وشنّ الهجمات، وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية. وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أنّ الصفقة التي تصل قيمتها إلى أكثر من 580 مليار يورو، ألغيت بسبب الاعتراض على استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات الهجومية وعمليات الاغتيال، في حين أكدت عدة أحزاب ألمانية أنّ رغبة برلين في تأجير الطائرات يكمن في اقتصارها على جمع المعلومات الاستخبارية فقط. وقد تمّ شطب الموضوع من جدول أعمال الحكومة الألمانية وسط اعتراضات أظهرتها أحزاب الائتلاف حول قدراتها الهجومية. الاعتراضات على الصفقة برزت للمرة الأولى الأسبوع الماضي، بعد قيام أعضاء من البرلمان الألماني بزيارة إلى منشآت الصناعات الجوية في إسرائيل، وهناك اكتشفوا أنه يتمّ تركيب منظومات أسلحة على الطائرات جاهزة لعمليات اغتيال من الجو، وهو ما يعارضه الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يرفض عمليات الاغتيال بواسطة هذا النوع من الطائرات. وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إن أعضاء البرلمان أعربوا عن خيبة أملهم بعد اكتشافهم بأن هذه الطائرات بدون طيار، غير مخصصة فقط لجمع المعلومات الاستخبارية، وإنما مزودة بأنظمة أسلحة هجومية جاهزة. وأبلغ أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، الذي يعد جزءاً من الائتلاف الحكومي، وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، مؤخرا بأنهم لن يصادقوا على الصفقة مع إسرائيل بصيغتها الحالية. عمليات الاغتيال تعرقل صفقة تسليح بين ألمانيا وإسرائيل ويعارض الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بشكل أساسي عمليات التصفية التي تلجأ إسرائيل إلى القيام بها من خلال استخدام الطائرات بدون طيار. ورحب حزب الخضر الألماني، المناصر للبيئة بقرار وقف الصفقة، حيث أكد في بيان له أنّ “الهجمات من خلال طائرات بدون طيار قد غيرت وجه الحروب بطريقة خطيرة، فهي غالباً ما تساهم في التصعيد في مستويات العنف، ولذا فهي مناقضة للقانون الدولي”. وحسب “يديعوت أحرنوت” فإنه وعقب هذا القرار يتعين انتظار بحث المسألة من جديد في الحكومة الألمانية الجديدة بعد انتخابات شهر أيلول-سبتمبر المقبل. للتذكير تعتبر إسرائيل من الدول الرائدة في مجال صناعة الطائرات بدون طيار، فخلال السنوات الماضية، قامت الدولة العبرية بإدخال تطويرات على تلك الطائرات مكنتها من تنفيذ عمليات هجومية، وبالتالي لم يعد عمل تلك الطائرات يقتصر فقط على التصوير وجمع المعلومات. ولطالما استخدم الجيش الإسرائيلي طائرات من دون طيار على نطاق واسع في عمليات تصفية واغتيال نشطاء فلسطينيين خلال السنوات الماضية، وخصوصا في قطاع غزة.