في خطوة رمزية مضموناً وتاريخية توقيتاً، نجحت القوات العراقية، أمس، بالسيطرة على جامع النوري الكبير في الموصل القديمة، وباتت قريبة جداً من إعلان النصر الكامل على تنظيم «داعش»، مع انهيار «خلافته» المزعومة. وتحمل السيطرة على الجامع الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، في طياتها، نصراً رمزياً، بالنسبة للقوات العراقية التي تقاتل منذ نحو تسعة أشهر لتحرير الموصل، فيما كان لافتاً أن تحرير الجامع تم في اليوم نفسه الذي أعلن البغدادي فيه ما أسماها «دولة الخلافة» قبل ثلاث سنوات.وما بين 29 يونيو 2014 و29 يونيو 2017، ثلاث سنوات من الإرهاب والقتل والتدمير على يد التنظيم الإرهابي الذي وصل إلى «نهاية اللعبة»، كما أعلن أمس وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون الذي تشارك بلاده بفعالية في غارات التحالف الدولي المكثفة على مناطق «داعش» في سورية والعراق.ووسط أنباء عن انهيار التنظيم الإرهابي في ما تبقى من مناطق تحت سيطرته في المدينة القديمة الواقعة غرب الموصل، قال الناطق باسم الجيش العراقي العميد يحيى رسول، للتلفزيون الرسمي، «سقطت دولة خرافتهم»، بعد السيطرة على جامع النوري الذي فجره التنظيم الأسبوع الماضي مع منارته الحدباء التي رُفع عليها علم «داعش» الأسود منذ يونيو 2014.وإلى «النوري» و«الحدباء»، سيطرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب أيضاً على منطقة السرجخانة، وهي مستمرة بالتقدم لتحرير المناطق المتبقية، حسب ما أعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» عبد الأمير رشيد يار الله.وتتوقع السلطات العراقية انتهاء المعركة خلال الأيام المقبلة مع محاصرة فلول «داعش» داخل بضعة أحياء في المدينة القديمة.وجاء هذا التطور غداة إصدار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي توجيهات للقادة العسكريين بـ «حسم المعركة».
مشاركة :