حذرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أمس الخميس من إمكانية اندلاع مواجهات ضارية مع الجيش التركي في شمال غرب سوريا، إذا ما هاجم المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقالت إن هذه المواجهة قد تقوض الهجوم على تنظيم الدولة في الرقة.وقال ناصر حاج منصور مستشار قوات سوريا الديمقراطية لرويترز إن القوات اتخذت قراراً بمواجهة القوات التركية «إذا هم حاولوا تجاوز الخطوط المعروفة» في المنطقة حول حلب، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار أمس الأول. وتقول جماعات معارضة مدعومة من تركيا إن أنقرة نشرت مؤخراً قوات إضافية في المنطقة، وهو ما أثار قلق قوات سوريا الديمقراطية من احتمال وجود خطة تركية لمهاجمة مناطق قريبة خاضعة لسيطرتها. فيما ذكرت صحيفة «ملييت» التركية أن الجيش التركي أنجز الاستعدادات لإجراء عملية برية جديدة داخل الأراضي السورية، وتحديداً في منطقة عفرين ضد عناصر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية. وأوضحت الصحيفة أن المقاتلين الأكراد أطلقوا النار بشكل أثار قلق أنقرة على مواقع العسكريين الأتراك بمحاذاة الحدود 17 مرة على الأقل، على مدى عامين. في غضون ذلك، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أمس إن قوات بلاده سترد بالمثل ووفق قواعد الاشتباك على جميع النيران التي يطلقها تنظيم «ب ي د/ي ب ك» الإرهابي على تركيا من منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا. جاء ذلك في تصريح أدلى به قورتولموش للصحافيين أثناء زيارته ولاية «أدي يامان» جنوب شرق تركيا، رداً على سؤال عما إذا كانت هناك استعدادات لعملية برية تركية في عفرين بسبب انتهاكات «ب ي د/ي ب ك». وأكد قورتولموش أن أي دعم عسكري أو سياسي يقدم لتنظيم «ب ي د/ي ب ك» تعتبره تركيا مقدماً بطريقة مباشرة لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية، وقد عبّرت الحكومة عن ذلك بشكل صريح، في إشارة إلى التسليح الأميركي للتنظيم. وأشار نائب رئيس الوزراء التركي إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها الاستمرار على هذا النهج، مشدداً على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار حساسية تركيا في مسألة تنظيم «ب ي د/ي ب ك» الإرهابي وأنشطته في المنطقة. وأوضح أن القوات المسلحة التركية سترد بالمثل ووفق قواعد الاشتباك على جميع النيران التي يطلقها هذا التنظيم على تركيا من منطقة «عفرين» بريف حلب، ولن تبقى متفرجة على اعتداءات التنظيمات الإرهابية على الأراضي التركية. وعبّر قورتولموش عن رفض تركيا تقديم الولايات المتحدة أسلحة للتنظيم الإرهابي في شمال سوريا، مبيناً أن هذا الأمر غير ناجم عن الاضطرار وإنما سببه هو التردد الأميركي في كيفية القضاء على «داعش» شمال سوريا. وفي الأسبوع الماضي، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تنظيم «ب ي د» وذراعه المسلح «ي ب ك»، لديهما مساع لتأسيس دولة شمالي سوريا. وقال أردوغان مخاطباً التنظيمين: «لتعلموا أنتم ومن يقف بجانبكم ويساندكم، أن الدولة التركية وقواتها المسلحة، بكل إمكاناتها، لن تسمح أبداً بتأسيس دولة في شمالي سوريا». وأضاف أردوغان أن بلاده أبلغت الولايات المتحدة الأميركية والدول المعنية الأخرى بذلك الموقف.;