حض الاتحاد الأوروبي، إيطاليا على التروي وعدم تنفيذ تهديدها بإغلاق موانئها أمام السفن، التي تنقل مهاجرين بعد أن يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط، وذلك إثر الزيادة الكبيرة في أعداد المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً واعداً بدعم مالي إضافي. وأعلنت بروكسل أنها مستعدة لتقديم دعم مالي جديد لإيطاليا للتعامل مع الأزمة، لكنها دعت روما إلى العدول عن تهديدها بإغلاق مرافئها. وهددت إيطاليا أول من أمس بإغلاق موانئها أمام سفن ترفع أعلاماً لدول أجنبية وتنقل مهاجرين يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط مع تضاعف عدد المهاجرين الواصلين إلى أراضيها، حيث تم إنقاذ أكثر من 10200 مهاجر بين الأحد والثلاثاء الماضيين، قبالة سواحل ليبيا التي تمثل نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين نحو إيطاليا. وقال مصدر في الحكومة الإيطالية، أمس لوكالة فرانس برس، لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل. وتشتكي إيطاليا منذ سنوات من تركها وحيدة تواجه أزمة الهجرة، وتطالب بمزيد من التضامن من شركائها في الاتحاد الأوروبي.بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي إيطاليا بمزيد من الوقت لمناقشة الأمر. وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتو، نحن ندعم ونتفهم قلق إيطاليا وندعم مطالبها بتغيير الوضع. وأضافت: لكننا نقول إن أي تغيير في السياسات ينبغي أن يناقش أولاً مع الدول الأعضاء الأخرى، كذلك لا بد من أن نتواصل بشكل جيد مع منظمات المجتمع المدني، التي تدير هذه القوارب ليكون لديها الوقت الكافي للاستعداد. وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي مستعد لزيادة الدعم لإيطاليا «بما فيه مساعدة مالية جوهرية» حين يلتقي وزراء داخلية الاتحاد الأسبوع المقبل. وتشارك سفن مساعدات عدة ترسلها منظمات غير حكومية ممولة بشكل خاص، من ألمانيا أو فرنسا، في جهود إنقاذ المهاجرين من البحر المتوسط. وتنزل معظم تلك السفن المهاجرين في إيطاليا، وبحسب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن الدولة التي ينزل فيها المهاجرون هي المسؤولة عن التعامل مع طلباتهم للجوء. وقالت منظمة أس أو أس المتوسط، والتي تشغل قوارب إنقاذ خيرية، إنها تتفهم الضغوط على إيطاليا وحاجتها إلى مزيد من تنسيق الإجراءات الأوروبية.
مشاركة :