يرى الكاتب كيفين شوارتز الباحث في مكتبة الكونجرس الأميركي إن قطر تحاصر وتعاقب بسبب انتهاجها سياسة خارجية مستقلة في منطقة تتسم بنهج محافظ وتقليدي يتوقع فيه أن تذعن الدول الصغيرة للكبيرة، وأن ترضى بالأمر الواقع، مشيراً إلى أن قطر لم تفعل ذلك بل أوجدت إعلاماً بديلاً، وخلقت لنفسها مكانة كوسيط بين المتنازعين السياسيين في الشرق الأوسط.وأضاف الكاتب في مقال بموقع ذي هيل الأميركي أن المطالب التي قدمتها دول الخليج لقطر مثل إغلاق الجزيرة وإغلاق قاعدة عسكرية تركية هي بالأساس مطالب تمس سيادة قطر، التي من غير المرجح أن تذعن لهذه المطالب، خاصة أنها تريد مساراً مستقلاً لسياسة خارجية، وبهذا المعنى فإن أبوظبي والرياض تتصديان لقطر بسبب سياسة «قطر أولاً». وأشار الكاتب إلى أن قطر رفضت ما يسمى بالوضع القائم والنهج التقليدي الذي كان مفروضاً على دول الخليج، إذ تتحكم دول مثل السعودية ومصر في القرار الإقليمي، وسط تهميش بقية الدول الصغيرة، وفرض إملاءات عليها. يقول الكاتب أن قطر من بين دول الخليج وجهت مستقبلها نحو عالم متغير، من خلال إفساح المجال أمام المعارضين، وإنشاء علاقات سياسية منفتحة مع كثير من الأطراف. فخلال العشرين عاماً الماضية، أوجدت الدوحة لنفسها حضوراً إعلامياً قوياً في الساحة الإعلامية الدولية عبر تمويل الجزيرة التي تعد وبلا شك واحدة من أكثر الوجهات الإعلامية استقلالاً في العالم العربي، ففي منطقة تتوق لحرية صحافة، ساعدت الجزيرة على فضح روايات الأنظمة السلطوية العربية، وقدمت وجهات نظر بديلة للصراعات الإقليمية، ووفرت منبراً للأصوات المعارضة والمثيرة. يقول الكاتب إنه يجب أن يكون هناك قلق كبير بعد تحول الجزيرة لهدف تحاول كثير من الأنظمة السلطوية استهدافه بالقتل. وأضافت أن نهج قطر الإعلامي المنفتح امتد إلى سياستها الخارجية أيضاً، فقد أسست لنفسها موقعاً كوسيط سياسي في الساحة العالمية.;