تحول سد متنزة العشة الترابي «15كلم» جنوب مدينة ظهران الجنوب، إلى هاجس يؤرق الأهالي على مدار الساعة، خوفا على أطفالهم الذين يخاطرون بحياتهم بالسباحة في هذا السد الممتلئ بالمياه الراكدة, والتي ذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء. كان آخرهم الشاب عبدالله الصيعري «16عاما» والذي توفي غرقا، أول من أمس، في هذا السد المكشوف، ويفتقد إلى وسائل السلامة، كتسويره من جميع الجهات، ووضع لوحات إرشادية وتحذيرية من خطورته. أحد المتنزهين الذين التقت بهم «الوطن» في متنزه العشة، ويدعى حمد اليامي، شدد على ضرورة قيام الجهات المعنية القيام بتسويره في ظل الخطورة التي أصبح يشكلها على حياة الناس، وقال «إنه لم يلاحظ أي احترازات للسلامة كوضع حواجز ترابية أو لوحات إرشادية». بدوره، أكد مسفر الوادعي ضرورة غرس ثقافة الوعي لدى الأهالي بخطورة ترك أبنائهم يسبحون في هذه المستنقعات الخطرة، مطالبا بضرورة قيام لجنة الكوارث في المحافظة بوضع لوحات إرشادية وتوزيع مطويات توعوية حول خطورة ارتياد هذه المستنقعات التي تحولت إلى أماكن تصدر الكوارث والفواجع. من جهته، حذر المهندس الجيولوجي محمد العسيري، مرتادي متنزه العشة من التهور بالسباحة في مستنقع السد الترابي، وقال إن المياه الراكدة في السد الترابي وبقاءها لسنوات تسببت في زيادة كثافة الماء، وتكون طبقات كبيرة من الوحل والطين في قاع السد، والتي تعرف لدى الأهالي «بالسريطات» وهي تبتلع أي جسم يصل إليها. وحذر العسيري حتى من يجيدون السباحة، مؤكدا أن طبقات الوحل تقضي عليهم في دقائق، ولا تسمح لهم بالعودة إلى السطح، وإنما تحولهم إلى جثث هامدة.
مشاركة :