الحوار خيار استراتيجي لحل الأزمة الخليجية

  • 6/30/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأستاذ جابر بن ناصر المري مدير تحرير «العرب» أن دولة قطر حريصة على وحدة مجلس التعاون الخليجي الذي يعد آخر الحصون المستقرة بالمنطقة، والحوار هو الخيار الاستراتيجي لحل الأزمة الراهنة. وأضاف المري، خلال لقاءين بفضائية «الجزيرة»، وبرنامج «الحقيقة» بتلفزيون قطر مساء أمس، أنه لا بد على دول الحصار أن تخفف نوعاً ما حدة ومنسوب «الأنا»، وتتعامل مع الأزمة كقضية سياسية.وعن دور الوساطة الكويتية ودعمها الدولي، نوّه مدير التحرير بأن الوساطة الكويتية الطيبة والمشكورة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وأمير الإنسانية والدبلوماسية، لاقت دعماً قوياً من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأميركي في لقائه مع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، وكذلك الخارجية البريطانية التي أصرت على دعم الوساطة الكويتية، وحل الأزمة في أسرع وقت، والحفاظ على اللحمة الخليجية. وأشار المري إلى أن صحافة دول الحصار للأسف كانت تتحدث في بداية الأزمة بعنجهية سياسية وإعلامية بذكر كلمة «بدء الحصار على قطر»، وما أن تابعوا القنوات والإعلام الأوروبي المتحضر بأنه لا يجوز ذلك الحصار إلا عن طريق مجلس الأمن فقط، أخذوا بعدها يروجون للحملة بأنها مقاطعة وليست حصاراً، متسائلاً: كيف يكون لدي منفذ بري واحد على السعودية ويتم إغلاقه ولا يكون هذا حصاراً؟ وفيما يتعلق بالمواقف الدولية والشأن السوري، أكد المري أن حديث سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية عن الشأن السوري في تصريحاته الأخيرة يعد رسالة طمأنينة لأهلنا بسوريا، لأن العديد منهم توقع أن هذه الأزمة قد تؤثر على رأي دولة قطر في هذه القضية، وبالتالي وزير الخارجية أصر على أن يقول للشعب السوري أن قطر كانت وما زالت وستظل مع خيارات الشعب السوري، الذي يواجه شتى أنواع التنكيل والعذاب من نظام بشار الأسد. وقال المري إن السياسة العامة لدولة قطر ألزمت الشعب بأهمية الحفاظ على الترابط بين الشعوب، رغم الأزمات بين الحكومات، وأضاف: إن دولة قطر على الرغم من امتلاكها المنصات والمنابر الإعلامية المهمة والمؤثرة، إلا أنها آثرت عدم إثارة مواضيع تتعلق بمشاكل الدول المجاورة. وعلى المستوى الدولي أكد المري أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الغربيين أكدت اتفاق الجميع على حل الأزمة عبر الحوار، حفاظاً على مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنه قبول أطراف دولية متعددة الوساطة الكويتية بين دولة قطر ودول الحصار، لافتاً إلى أن الجهود النزيهة التي تبذلها دولة الكويت الشقيقة عكست الحرص للحفاظ على البيت الخليجي الواحد. وأعرب مدير التحرير عن اعتقاده بأنه لا توجد أزمة سياسية غير قابلة للتفاوض، وأن من يقول من أطراف الأزمة إن المطالب تجاه دولة قطر غير قابلة للتفاوض يعرفون بأن مطالبهم قدمت لترفض، وقال إن المطالب قدمت في ظروف لا تعكس حسن النوايا، وإن الأزمة بدأت مع اختراق وكالة الأنباء القطرية، والقيام بعملية قرصنة، ونشر تصريحات مكذوبة. وكشف المري عن قناعته بأن مفتعلي الأزمة مع قطر لم يعملوا حساباً لشعوبهم، حيث بدأوا بنسج الأكاذيب والادعاء بأن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية قرر -حسب الادعاءات- قطع العلاقات وسحب السفراء منذ اليوم الأول للأزمة، وكان أول تصريح صدر من سعادته، عقب اندلاع الأزمة، هو نفي نية الدوحة قطع العلاقات مع الدول المحاصرة، وكان هذا دليل واضح أمام جميع شعوب الدول التي فرضت الحصار بأن كل الادعاءات على دولة قطر كاذبة. وقال المري إن الإجراءات التي أعقبت قرار دول الحصار قطع العلاقات مع الدوحة كانت صادمة للشعوب نفسها، فمن تجريم للتعاطف مع دولة قطر، إلى محاربة المنطق السليم الذي يفترض الحوار لأجل حل الأزمة. ووجه مدير التحرير نصيحة إلى حكومات دول الحصار قائلاً: إذا تم تكميم وسائل الإعلام التقليدية والسوشيال ميديا في بلدانكم سوف تتجه شعوبكم نحو الجدران، ولن يناصروا فقط مواقف دولة قطر، بل سيعترضون على طريقة تعاملكم مع الخلاف السياسي في البيت الخليجي.;

مشاركة :