سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا في أول لقاء مباشر بين الزعيمين اللذين اجتمعت أقدارهما السياسية. وأعلن الكرملين والبيت الأبيض، أمس الخميس، أن ترامب وبوتين سلتقيان على هامش القمة التي ستعقد في السابع والثامن من يوليو/تموز في هامبورغ. وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض إتش.آر. مكماستر للصحفيين إنه لم يتحدد بعد جدول أعمال الاجتماع الذي سيكون أول لقاء بين الزعيمين. وطغت على انتصار ترامب غير المتوقع في انتخابات الرئاسة الأميركية مزاعم بأن روسيا تدخلت في الانتخابات العام الماضي وتواطأت مع حملته الانتخابية، كما خيّمت على الخمسة أشهر التي قضاها ترامب حتى الآن في الرئاسة. كما توجد خلافات بين البلدين بشأن أوكرانيا وتوسّع حلف شمال الأطلسي والحرب الأهلية في سوريا، حيث تدعم موسكو الرئيس بشار الأسد وتقدم الولايات المتحدة الدعم لجماعات معارضة تحاول الإطاحة به. وأثارت واشنطن غضب موسكو بشن هجمات صاروخية على قاعدة جوية للحكومة السورية في أبريل نيسان قالت الولايات المتحدة إن هجوماً بأسلحة كيماوية انطلق منها وقتل عشرات المدنيين. ودعا ترامب مراراً إلى تحسين العلاقات مع روسيا لكن مشرعين من حزبه الجمهوري حثوه على الحذر من موسكو. وقال مكماستر: "كما أوضح الرئيس فإنه يود أن يكون للولايات المتحدة وللغرب بأكمله علاقات بناءة أكثر مع روسيا لكنه أوضح أيضاً أننا سنفعل ما هو ضروري لمواجهة سلوك روسيا المزعزع للاستقرار". وقالت أجهزة مخابرات أميركية إن روسيا اخترقت حسابات بريد إلكتروني لمجموعات سياسية تابعة للحزب الديمقراطي وسرّبت محتوى منها لمساعدة ترامب على الفوز بالانتخابات الرئاسية وهزيمة منافسته هيلاري كلينتون. وتنفي روسيا الاتهامات ويقول ترامب إن فريقه لم يتواطأ مع موسكو. وتجري عدة لجان في الكونغرس حالياً تحقيقات في الأمر إضافة إلى مكتب التحقيقات الاتحادي.خلاف حول سوريا أثار ترامب حفيظة روسيا هذا الأسبوع عندما قال البيت الأبيض إن الجيش السوري يُعد على ما يبدو لشن هجوم كيماوي جديد وحذر الأسد وقواته من "دفع ثمن باهظ" حال تنفيذ ذلك. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول أمس الأربعاء، من أن موسكو سترد رداً مناسباً إذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات ضد قوات الحكومة السورية. لكن لافروف أضاف أنه "لن يكون من الصواب على الأرجح" ألا يتحدث بوتين وترامب خلال القمة. وكان باراك أوباما سلف ترامب قد أمر بطرد 35 روسياً في الأيام الأخيرة من فترته الرئاسية للاشتباه في ضلوعهم في عمليات تجسّس وفرض عقوبات على وكالتين للمخابرات الروسية يشتبه بأنهما شاركتا في عمليات اختراق إلكترونية لمجموعات سياسية أميركية في انتخابات 2016. وقد تعقد حزمة جديدة مقترحة من العقوبات على روسيا في الكونغرس الأميركي من رغبة ترامب في توثيق العلاقات مع موسكو. وقال مكتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس الخميس، إنه سيسافر إلى أستونيا وجورجيا والجبل الأسود في يوليو/تموز وأغسطس/آب في محاولة لطمأنة حلفاء بلاده من دول الجوار الروسي.
مشاركة :